مساحة إعلانية
كتب: نبيل بقطر
في زمنٍ تتشابه فيه الأصوات وتضيع الحكايات بين الضجيج، تأتي مجموعة " أنثى مثل حبة التوت " لتعيد للأدب القصصي نكهته الأولى تلك النكهة التي تمتزج فيها الحكاية بالشجن، والواقعية بالسحر، والوجع بالجمال.
يكتب سمير لوبه بعيونٍ تعرف الطريق إلى القلب؛ تلتقط ما لا يُرَى في تفاصيل الحياة اليومية، وتحوله إلى قصصٍ تنبض بالصدق والدهشة. في نصوصه، تتحول الإسكندرية إلى ذاكرةٍ حيةٍ تستحضر شعراءها وموسيقاها وأمواجها، فيما تتسلل وجوه البسطاء لتُضيء بألمهم وكرامتهم ظلمة الواقع.
من “الصياد الأخير” إلى “حذاء إنجليزي” و”على باب الحسين” و”الميدالية الذهبية”، تتنوع الأصوات والفضاءات، لكن يجمعها خيط إنساني دافئ يجعل القارئ شريكًا في الحكاية لا متفرجًا عليها. إنها قصصٌ كُتبت بلغةٍ رشيقةٍ آسرةٍ، تحمل موسيقى داخلية تهمس كما البحر الذي لا يغيب عن روح الكاتب.
" أنثى مثل حبة التوت " مرآةٌ لأرواحٍ سكنت بين السطور، وصوتٌ يذكرنا أن الأدب الجميل لا يموت، بل يتجدد في كل نصٍ صادقٍ .
