مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
كتب / صابر جمعة سكر
نعى الدكتور محمد حسين، أستاذ القانون الدولي الزائر بجامعة القاهرة – فرع الخرطوم، الأديب الكبير صنع الله إبراهيم، الذي وافته المنية أول أمس عن عمر ناهز 88 عاماً، بعد مسيرة إبداعية ونضالية امتدت لأكثر من نصف قرن، عُرف خلالها بمواقفه المبدئية وكلماته الجريئة.
وقال حسين، في تصريح خاص لـجريدة منبر التحرير، إن الراحل يُعد من أبرز الروائيين العرب المعاصرين، حيث قدّم مشروعاً أدبياً متفرداً جمع بين التجريب الفني والالتزام السياسي، وجسّد من خلاله رؤيته للواقع المصري والعربي. وأضاف أن أعماله تميّزت بطابعها التوثيقي، إذ استعان في عدد من رواياته بالقصاصات الصحفية والإعلانات، ليمنح القارئ صورة حيّة عن تفاصيل الحياة اليومية في الفترات التاريخية التي تناولها.
وأشار إلى أن هذا الأسلوب أكسبه لقب "الصحفي المؤرخ"، لقدرته الفائقة على دمج السرد الأدبي بالمصادر الواقعية، ما جعل رواياته بمثابة أرشيف حي يوثق الأحداث، ويوازي في أهميته المصادر التاريخية الرسمية.
وتطرّق حسين إلى أحد أبرز مواقفه المبدئية عام 2003، حين رفض تسلّم جائزة الرواية العربية احتجاجاً على صدورها عن "حكومة تقمع شعبنا وتحمي الفساد"، ووجّه حينها في كلمته بدار الأوبرا المصرية انتقادات لاذعة لسياسات الدولة الخارجية، خاصة التطبيع مع إسرائيل، متهماً إياها بـ"القتل وتهديد حدودنا الشرقية"، كما ندد بما وصفه بـ"الإملاءات الأمريكية والعجز السياسي".
كما استعاد موقفه من أحداث ثورة يناير 2011، حيث صرّح بعد نحو عشر سنوات بأنها "لم تكن ثورة مكتملة"، موضحاً أن الثورة الحقيقية تغيّر جذرياً في البنية السياسية والاجتماعية أو تطيح بطبقة لتحل محلها أخرى، بينما ما جرى كان "انتفاضة شعبية" هدفت لإسقاط النظام، لكن من دون رؤية واضحة سوى إزاحة رموزه.
واختتم الدكتور محمد حسين نعيه قائلاً:"رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جناته، وألهم أهله ومحبيه الصبر والسلوان.".
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
