مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

منبر

قضايانا

د. أحمد كريمة يكتب: جناية افتراق المسلمين

2024-05-06 19:20:57 -  تحديث:  2024-05-06 21:39:52 - 
د. أحمد كريمة يكتب: جناية افتراق المسلمين
د. أحمد كريمة

الأصل التزام المسلمين بالإسلام الدين، وليس التعصب لمذهب فى الدين، والانتماء لأمة المسلمين وليس طائفة أو قومية فى مجتمع المسلمين، قال الله – عز وجل - : {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ }.

وجه الدلالة : أمر الله – عز وجل – المؤمنين بالألفة ، ونهاهم عن الفرقة ، ( ولا تفرقوا ) : أى فى دينكم كما افتراق اتباع شرائع من قبلكم فى أديانهم ، وأمرهم أن يكونوا فى دين الله إخوانا ، فيكون ذلك مانعًا لهم عن التقاطع والتدابر ، وليس فيه دليل على تحريم الاختلاف فى الفروع ، فإن ذلك ليس اختلافًا ، إذ الاختلاف ما يتعذر معه الائتلاف والجمع الذى هو سبب الفساد، وقال الله – عز وجل-: {وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَـئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ}، وقد ذكر سيدنا رسول الله - ﷺ- فرقًا مذمومًا بعضها بالاسم كالقدرية والمرجئة، وبعضها بالوصف مثل خوارج آخر الزمان: (يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية).

وفِرق الأمة المسلمة : اسم أطلق على الفرق المنتسبة إلى الإسلام ، والتي ظهرت بعد الصدر الأول.

وتوجد نصوص قرآنية محكمة توجب الوحدة وعدم الفرقة منها: قول الله – عز وجل -:

  • {إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ}.
  • {أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ}.
  • { وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ * مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ}.

وتوجد أخبار نبوية تحرم وتجرم العصبية العلمية والطائفية وغيرها ، منها :

  • (ليس منا من دعا إلى عصبية، وليس منا من قاتل على عصبية).
  • (دعوها – أى العصبية – فإنها منتنة.
  • (من خرج عن الطاعة ، وفارق الجماعة فمات مات ميتة جاهلية ، ومن قاتل تحت راية عُميّة يغضب لعصبة أو يدعو إلى عصبة أو ينصر عصبة فقتل فقِتْلةٌ جاهلية).
  • (إن الله قد أذهب عنكم عُبّية الجاهلية ، إنما هو مؤمن تقى وفاجر شقى، الناس كلهم بنو آدم وآدم خلق من تراب).

تعليق : مع إحكام الآيات القرآنية – سالفة البيان – إلا أنها فى الواقع العملي لمسلمين: (آيات للتلاوة ) ومع وضوح الأخبار النبوية فى الواقع التطبيقى لمسلمين، إلا أنها: (أحاديث لمجرد الوعظ المجرد) !

تأسيسًا على ما ذكر

أسباب تفرق الأمة المسلمة:

فى عهد سيدنا عثمان بن عفان – رضى الله عنه – ظهر وتمالأ مناهضون، وآخرون ثأريون من الإسلام ذاته ، لبسوا مسوح الدين تدليسًا، وباسم حماية الأمة من خطأ الحاكم !، بل التطبيق الخاطئ لمبدأ

(حق الأمة فى محاسبة الحاكم) ! ، وادعوا وزعموا:

أ) حماية المال العام من نهم الحاكم وبطانته.

ب) فرضية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالقوة الجبرية.

ج) الساكت عن الحق شيطان أخرس .

د) الخلط بين ( المصلحة المرسلة) و(البدعة) و(التسوية) فى (البدعة) فى (عبادات) و(عادات)

هـ) التنافس فى الترف المعيشي، وقد قال سيدنا رسول الله - ﷺ-: (والله، ما الفقر أخشى عليكم، ولكني أخشى أن تفتح عليكم الدنيا فتنافسوها كما تنافسها من قبلكم فتهلككم كما أهلكتهم).

إحباك مؤامرات يهودية وفارسية للإفساد وترويج شائعات بمنهج ( الإرجاف والتخذيل) امتداد لدسائس المنافقين فى المدينة النبوية المنورة الذين نزل فيهم قرآن معجز يتلى ويحذر وينذر من شرورهم {لَئِن لَّمْ يَنتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا * مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلًا}، خاصة: عبد الله بن سبأ: أصله يهودي من أهل اليمن، تصنع اعتناق الإسلام، ولقب بابن السوداء، وانطلق وبطانته فى البلاد الإسلام فى عهد سيدنا عثمان بن عفان – رضى الله عنه – لتكفيك المجتمع الإسلامي، بل وأصول الإسلام نفسه  فحرض الناس على سيدنا عثمان – رضى الله عنه – ورسم الطرق لتخريب العقيدة الإسلامية، فقال بالرجعة لرسول الله -- وقال للناس: عجبًا وأى عجب ممن يصدق أن عيسى المسيح – عليه السلام- يرجع، ويكذب أن محمدًا - - يرجع، وقد قال الله – تعالى-: {إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ}!، وفى عهد الإمام على بن أبى طالب – رضى الله عنه – قال بالوصاية من سيدنا رسول الله - - إلى على بن أبى طالب – رضى الله عنه – وأظهر مما يمكن تسميته التشيع للسادة آل البيت – رضى الله عنهم – وقال ابن سبأ للناس : إن لكل نبي وصيًا، وعلىُّ وصى محمد ، فمن أظلم ممن لم يجز وصية رسول الله - ﷺ-، ووثب على علىّ – رضى الله عنه – فأخذ منه حقه

(يقصد سيدنا عثمان بن عفان – رضى الله عنه -).

وظهور (الوضع فى الأخبار والأحاديث): تولى هذه الجريمة النكراء: ذنادقة حاقدون على الإسلام، مثل ما وضعه عبدالكريم بن أبى العوجاء، الذى أقرّ قبيل قتله: (وضعت فيكم أربعة آلاف حديث أحرم فيها الحلال والحرام)!، ومحمد أبى سعيد الشامي الذي لفق (أنا خاتم النبيين، وذاد عبارة إلا أن يشاء الله) ! ومما له صلة: الانتصار للمذهب العقائدى مثل ما وضعته الخطاب الأشد يقولون بالحلول الإلهي فى شخص الإمام على بن أبى طالب – رضى الله عنه – والمرجئة (فرقة ترجئ الحكم على مرتكب الكبيرة فى الدنيا إلى يوم القيامة فلا تحكم له بإسلام أو كفر)، وغلاة شيعة: الذين وضعوا أحاديث فى فضائل لآل البيت – رضى الله عنهم – وفى الإمام على بن أبي طالب – رضى الله عنه – خاصة، والقصاصون فى قصص مخترعة منسوبة إلى حياة وسيرة رسول الله - - وإلى أولياء وغيرهم!، والخلط بين مأثورات أدبية وطبية ونسبتها إلى النصوص الحديثية، مثل فضائل أطعمة وأمكنة ومن الوضاعين المشهورين بالوضع فى الأحاديث أربعة :

-     ابن أبي يحيي فى المدينة.

-     الواقدي فى بغداد.

-     مقاتل فى خراسان.

-     محمد بن سعيد المصلوب فى الشام.

والاستدلال  بأخبار آحاد: ما لم ينته إلى التواتر واحدًا كان راوية أو أكثر، أفاد العلم بالقرائن المفصلة أم لا – عند الجمهور.

وهو من أسباب الخلاف فى فِرق عقائدية كلامية خاصة ما له علاقة وصلة بالذات الإلهية المقدسة، فى صفات وألفاظ موهمة للتشبيه، مثل ما بين (المعتزلة) و(الأشاعرة الماتريدية )، وما بين الأخيرة وبين (المتسلفة) وما لا يتسع المقام، وظهور مذاهب عقائدية كلامية فى أصول الدين وخاضوا فى قضايا منها: أصل التوحيد، وتقدير الخير والشر، وموالاة الصحابة  - رضى الله عنهم -، الصفات الإلهية، القدر، العدل، الوعد، الوعيد، السمع، العقل، أسماء الله – تعالى – وغير ذلك مما يتنازع فيه علماء العقيدة والكلام.

ونشأة فِرق مذهبية تحولت إلى طائفيات فى المجتمع المسلم لكل مبادئها ومرجعياتها وأدبياتها ويتعصب الإتباع لها ومعظمهم يحصرون (الإسلام) فيها فقط، ويقذفون مخالفيهم بالفسق والضلال، ويغالى منهم ويرمي المخالف بالكفر، وهذه الفرق منها حسب الترتيب الأبجدي:

-     الإباضية.

-     الإخوان المسلمون.

-     الاسماعيلية (شيعة).

-     البابية والبهائية.

-     البريلوية (فرقة متصوفة مغالية).

-     البلاليون (طائفة من السود الأمريكيين ).

-     التبليغ والدعوة.

-     الجماعة الإسلامية فى شبه القارة الهندية الباكستانية.

-     الحشاشون (طائفة إسماعيلية فاطمية نزارية مشرقية منشقة عن الفاطميين).

-     الدروز (فرقة باطنية معظم عقائدها من الإسماعيلية).

-     الزيدية (شيعة معتدلة).

-     السلفية (اتباع محمد بن عبدالوهاب المشرفى التميمى النجدي الدعوة السلفية).

-     الشيعة الإمامية الاثنا عشرية.

-     الصوفية.

-     القاديانية (حركة نشأت سنة 1900م بتخطيط من الاحتلال الإنجليزي فى القارة الهندية).

-     القرامطة (حركة باطنية ظاهرها التشيع وباطنها الإلحاد).

-     المهدية (حركة صوفية سياسية فى السودان).

-     النصيرية (حركة باطنية من غلاة الشيعة).

-     النورسية (جماعة صوفية تركية).

-     اليزيدية (فرقة سياسية منحرفة ظهرت عقب انتهاء الحكم الأموى).

العصر الحديث: اجتمعت عوام لتفريق المسلمين إلى طوائف متناحرة من قوى متعددة فمن ذلك:

1 ) الصهيونية الحديثة: الحركة المنسوبة إلى (يتودور هرتزل): الصحفى اليهودي النمساوى 1860م – 1904م وهدفها الأساسي الواضح قيادة اليهود إلى حكم العالم بدءً بإقامة دولة لهم فى فلسطين العربية، وعقد أول مؤتمر صهيوني عالمى سنة 1897م، وصدر عن دهاة اليهود (بروتوكلات حكماء صهيون)، ومما له علاقة وصلة:

- إشعال نيران الخصومات بين كل القوى لتتصارع.

- إنشاء مجتمعات منحلة مجردة من الإنسانية والأخلاق.

- بث بذور الشقاق فى كل مكان، وإيجاد التنافر.

ومن الوسائل العملية إنشاء قسم الدراسات الإسلامية (من المنظور اليهودي) فى جامعة (تل أبيب) ف فلسطين المحتلة سنة 1956م، لتخريج وغرس كوادر على مثال (عبدالله بن سبأ اليهودي اليمني) لاختراق دول إسلامية وتكوين (جماعات وفرق وطرق) بشعارات خادعة لمزيد من العنفين التكفيرى والسلوكي !.

إفساد الثقافة ومسخ الأدب وتشويه التراث الإسلامي وتحريفه، والتركيز على الفتن التراثية بين المسلمين، (فتنة عثمان، وبين سيدنا على ومعاية – رضى الله عنهم) والحركات الشعوبية، والحروب بين الخوارج والأمويين، والعباسيين، وأحزابها، وتمويل غلاة مستشرقين لإشغال المسلمين بالدفاع عن طعون ممنهجة.

تجنيد بريطانيا لرموز إسلامية عربية لإنشاء جماعات وفِرق فى شبه الجزيرة العربية عبر مخابراتها ، كذلك فى مصر، وتكونت فرق وجماعات، وتكمل الولايات المتحدة الأمريكية الدور البريطاني – حاليًا – فى العراق ومناطق فى شبه الجزيرة العربية.

أخيراً: إن الوحدة الإسلامية الحقيقية ووجودها فى الحياة التطبيقية تحتاج إلى أصحاب رسالات عناهم الله – عز وجل – فى قرآنه المجيد: {الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ} بجهود لا تعرف الكلل ولا الملل، وتربأ بأنفسها عن (مصالح ومنافع خاصة)، وسياسة (إملاءات وتوجيهات)، مؤثرة التوجيه النبوى المحمدي:

 فى المأثور:

 "يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله، ينفون عنه تحريف الغالين ، وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين".

"فى كل خلف عدول من أمتي ، ينفون عن هذا الدين: تحريف الضالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين، إلا أن آئمتكم وفدكم إلى الله – عز وجل – فانظروا من توفدون "

– البيهقي فى المدخل وغيره -

فى الحكم:

 " لا يفتخر العلماء بكثرة العقاقير بل بجودة التدابير".

وفى الفم ماء كثير.

مساحة إعلانية