مساحة إعلانية
كتب- سيد طنطاوي
تعودنا على مدار عقود أن الإدارة الأمريكية داعمة لكل ما هو صهيوني، وتباينت طرق الدعم والتأييد المطلق لتل أبيب، على مستوى العديد من ممثلي السياسة الخارجية للإدارة الأمريكية سواء في الكونجرس أو قطعًا على مستوى وزراء الخارجية الأمريكان، ولعل أبرزهم كوندليزا رايس، وكولن باول، والعراب الأول هنري كسينجر.
لم يكن يستطيع أحد أن يُنكر تأييدهم المطلق للكيان الصهيوني، لكن كان هناك شيء من الخجل في جرائم إسرائيل، أي أنهم يبدون رفضًا مقنعًا ويضعون له مبررات في تصريحات دبلوماسية، من نحو المساءلة واجبة وسنحاسب وسنشكل لجان تحقيق وغيره من التبريرات التي لا تطرح مكانها للتنفيذ.
الآن يبدو الوضع مختلفًا، ففي عهد الرئيس الأمريكي جو بايدن، تتعامل الولايات المتحدة بمنطق بلطجي مسجل خطر، بمعنى أنه سقط قناعها القبيح ليظهر وجهها الأكثر قبحًا.
صحيح أن كثير من وزراء الخارجية الأمريكان صرحوا مرارًا وتكرارًا بأن من حق إسرائيل الدفاع عن نفسها، لكن لم يبلغ بأحدهم الوقاحة أن ألصق جريمة صهيونية بالفلسطينيين، كما فعل بايدن في جريمة استهداف مستشفى المعمداني، والتي قال عنها خلال زيارته لإسرائيل: "يبدو أن الجانب الآخر هو من فعلها".
تخريفات بايدن جاءت، رغم تصريح المتحدث باسم جيش الاحتلال بأن إسرائيل هي من قصفت المستشفى بحجة احتماء حركة حماس فيها، وذلك عبر منشور له على موقع x "تويتر سابقًا"، قبل أن يحذفها بعد دقائق من نشرها.
في أزمة غزة أيضًا، استخدم بايدن مرضه وإصابته بالشيخوخة، التي طالما عانى منها في تصريحاته خاصة في تعاملاته مع تهديدات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وقال تخريفًا: إن الفلسطينيين يحرقون الأطفال ورأيت المذابح ورأيت ورأيت وغيره، ليخرج المستشار الإعلامي للبيت الأبيض لينفى مزاعم رئيسه، ويقول لما نطلع على ما ردده الرئيس الأمريكي ولا نعرف مصدره، ليكون ذلك تكذيبًا للرئيس الأمريكي، ومحاولة لتبييض الوجه القبيح الذي ظهر في الصحافة الأمريكية التي سألت بالطبع عن مصدر ما ردد بايدن، لتحاول هنا إدارة الإعلام في البيت الأبيض وضع مكياج على تصريحات بايدن.
الحقيقة أن ما استهلكته إدارة الإعلام في البيت الأبيض خلال الفترة الأخيرة لتجميل وجه رئيسها القبيح يكفي لتجميل دُمية محروقة من كثرة كذبه.
كما أن الإدارة ذاتها أُرهقت كثيرًا في محاولة التعامل مع إصابة الرئيس الأمريكي بالذهان، وكثرة فقدان التركيز في الحديث خاصة أمام الكاميرات، إذ كان دائمًا خلال الفترة الأخيرة ما يُدخل القضايا في بعضها البعض، ويأخذ الصين إلى روسيا وبوتين إلى بكين.
الجرائم الأخيرة سلسلة جديدة تُضاف لوجه أمريكا القبيح، بعدما أسقط بايدن القناع، ليعلم العالم أن أمريكا عدوه الأول، فهي التي قال رئيسها: لو لم تكن إسرائيل موجودة لاخترعناها فهي افضل استثمار للولايات المتحدة الأمريكية.