مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

منبر

قضايانا

الشرطة المصرية صمام الأمن القومي الداخلي "١"

2025-01-22 14:51:15 -  تحديث:  2025-01-22 14:54:36 - 
الشرطة المصرية صمام الأمن القومي الداخلي "١"
ملحمة رجال الشرطة بالاسماعيلية
منبر

مرتضي العمدة

..الشرطة الحارس الامين علي امن وامان المواطنين..الامينة علي جميع المصالح الحكومية ليل نهار..العيون الساهرة دون كلل اوملل,رجال الشرطة يضعون دائما وابدا ارواحهم علي اكفهم دون خوف اوتردد..الشمعة المضيئة التي لايختفي نورها ابدا..الشرطة لعبت ادوارا عديدة في الماضي والحاضر..ابرزها تضحيات رجال الشرطة البواسل في معركة الاسماعيلية ٢٥ يناير ١٩٥٢ والذين ضحوا بحياتهم من اجل حماية الوطن واجبروا القائد البريطاني "البريجادير أكسهام" بتقديم التحية العسكرية لهم..وامتدت المواقف العديدة لرجال الشرطة تجاه الوطن والمواطنين في شتي المجالات..فتحية اعزاز وتقدير لرجال الشرطة الاوفياء في عيدهم عيد الشرطة" ..عيد الشرطة ٢٥ يناير هو تخليد وامتداد وسيظل الي ان يرث الله الارض ومن عليها خلدته الدولة وأقرته أجازة رسمية لاول مرة عام 2009 بقرار رئاسي من الرئيس محمد حسني مبارك باعتباره اجازة رسمية للحكومة والقطاع العام والخاص تقديرا واعترافا لجهود رجال الشرطة في حفظ الامن والامان واستقرار مصر واعترافا بتضحياتهم. ..موقعة الاسماعيلية ١٩٥٢ وقتها استدعي القائد البريطاني "البريجادير أكسهام" المقدم شريف العبد ضابط الاتصال المصري وسلمه انذارا مضمونه علي قوات البوليس "الشرطة" المصرية بالاسماعيلية تسليم أسلحتها للقوات البريطانية وأن تترك المحافظة والثكنات وترحل عن جميع منطقة القناة الي القاهرة بدعوي انها مركز اختفاء الفدائيين المصريين المناضلين الذين كبدوا قواته خسائر فادحة في القناة.

ارسل مأمور قسم بوليس"شرطة" الاسماعيلية إنذار تسليم اسلحة جنوده وعساكره الذين رفضوا قبول الاتذار الي فؤاد سراج الدين باشا وزير الداخلية والذي ثمن واقر موقفها طالبا منها الصمود والمقاومة وعدم الاستسلام. ..كانت تلك الحادثة من بين أهم الاسباب في اندلاع العصيان لدي قوات الشرطة أوماكان يطلق عليها بلوكات النظام وهو ماجعل أكسهام وقواته يقومان بمحاصرة المدينة وتقسيمها الي حي العرب وحي الافرنج وقام بوضع سلك شائك بين المنطقتين مما يصعب وصول اي احد من ابناء المحافظة الي الحي الراقي "مكان اقامة الاجانب". ..ومن الاسباب التي ادت الي اندلاع المعركة الغاء معاهدة" ٣٦" في ٨ أكتوبر ١٩٥١ والتي ادت الي غضب بريطانياواعتبرت الغائها البداية لاشعال الحرب علي المصريين وأحكام قبضة المستعمر الانجليزي علي المدن المصرية ومنها مدن القناة التي كانت مركزا رئيسيا لمعسكرات الانجليز وبدأت اولي حلقات النضال ضد المستعمر البريطاني وعمت المظاهرات العارمة ارجاء مصر كلها مطالبين بجلاء الانجليز . ..

وبدأت أولي شرارة التمرد ضد وجود المستعمر بحرق "النافي" مستودع تموين وأغذية بحرية للأنجليز وكان مقره وقتها ميدان عرابي وسط مدينة الاسماعيلية وتم احراقه والقضاء عليه تماما بعد مظاهرات العمال والطلبة مما أدي الي زيادة قبضة الانجليز علي أبناء البلد وتضييق الخناق عليهم وقرروا تنظيم جهودهم لمحاربة الانجليز فكانت شرارة أحداث ٢٥ يناير ١٩٥٢. ..بدأت المجزرة الوحشية صباح ٢٥ يناير ١٩٥٢ بانطلاق مدافع من عيار ٢٥ رطلا ومدافع الدبابات "السنتوريون"الضخمة من عيار ١٠٠ ملليمتر تدك بقنابلها مبني محافظة الاسماعيلية وتكنات بلوكات النظام"مقر مقرات الشرطة "بلا هوادة ولاشفقة ولارحمة وبعد تدمير مبني المحافظة واستشهاد العديد من رجال الشرطة.أمر الجنرال أكسهام بوقف النارلمدة قصيرة بهدف اعلانه وانذاره الاخير لرجال الشرطة المحاصرين في الداخل "التسليم والخروج رافعي الأيدي وبدون اسلحتهم والا فان قواته ستستأنف الضرب بأقصي شدة. ..وفي تلك اللحظات الفارقة التي سطرها وسجلها التاريخ علي وبين صفحاته الخالدة ناصعة البياض يقف الضابط الشاب المصري النقيب مصطفي رفعت في عزة وكبرياء صارخا بكل ما أوتي من ايمان وعزيمة واصرار في وجه"اكسهام"قائلا عبارته المشهورة"لن تتسلمونا الا جثثا هامدة"واستأنف البريطانيون المذبحة الشائنة بانطلاق المدافع وزمجرات الدبابات وانهمارالقنابل علي المباني فحولتها الي انقاض وانتشرت اشلاء الشهداء لتروي دمائهم الارض دفاعا عن وطنهم.رغم ذلك ظل رجال الشرطة البواسل صامدين في مواقعهم باسلحتهم البدائية من طراز "لي انفيلد" ضد اقوي المدافع وأحدث الاسلحة البريطانية حتي نفذت زخيرتهم وسقط منهم "٥٦"شهيدا و"٨٠"جريحا وكبدوا العدو الريطاني "١٣ "قتيلا و"١٢" جريحا.واسر البريطانيون اللواء احمد رائف وافرج عنه في فبراير ١٩٥٢ومن بقي علي قيد الحياة من الضباط والجنود. ..لم يستطع الجنرال البريجيادير اكسهام ان يخفي اعجابه بشجاعة الضباط المصريين فقال للمقدم شريف العبد ضابط الاتصال "لقد قاتل رجال الشرطة المصريون بشرف واستسلموا بشرف ولذا فان من واجبنا احترامهم جميعا ضباطا وجنودا"وامر جنود فصيلة بريطانية بأداء التحية العسكرية لطابور رجال الشرطة المصريين عند خروجهم من دار المحافظة ومرورهم امامهم تكريما لهم وتقديرا لشجاعتهم "لتظل بطولات الشهداء من رجال الشرطة المصرية في معركتهم ضد الاحتلال الانجليزي محفورة في الاذهان تتحاكاها وتتعايشها الاجيال جيلا بعد جيل

مساحة إعلانية