مساحة إعلانية
هو الرحّالة والمفكر و المؤرخ والجغرافى اليونانى الآسيوى عاش فى القرن الخامس قبل الميلاد ( مولود حوالى 484ق. م. ) ويعتبرونه أول مؤرخ فى التاريخ .. و " أبو التاريخ " ، لقب أطلقه عليه الخطيب والسياسى الرومانى " شيشرون" ، وهو أول من كتب تاريخا نقديا ، و أول من كتب فى الهيستوريا أو الهيستورى ، وهى كلمة يونانية معناها التحقيقات أو البحوث ، فهو ذو اهتمام عميق بعادات الشعوب التى وصفها، و هو أيضا يظل المصدر الرئيسى للمعلومات التاريخية الأصلية قبل الميلاد، ليس فقط لليونان ، بل أيضا لمعظم غرب آسيا ومصر فى ذلك الوقت ، ويسمى هيرودوتس أو هيرودوت ، و هو صاحب الكتاب الأوحد الذى يحمل اسم " التاريخ " ، واشتهر برواياته التاريخية ، ويعتبر على الأرجح أول مؤرخ على الإطلاق، أما لقبه "أبو التاريخ" فسببه أنه كتب أول تاريخ سردى فى العالم الغربى ، وهو كتاب تاريخ للحروب اليونانية الفارسية ، و هيرودوت قضى حياته كلها يعمل على مشروع واحد فقط هو سرده لأصول الحروب اليونانية الفارسية ومسارها ، وفى مقدمة الكتاب قال " أنا أريد أن أسجل إنجازات البشر حتى لا تضيع مع الزمن ، وأيضا الوصول إلى حل لسبب الصراع ما بين الشرق والغرب، ومما يؤخذ عليه أنه لما كان لا يعرف اللغة المصرية فقد أخذ - بعض معلوماته - عن صغار كهنة "أون " وغيرهم ممن التقاهم ،( و مع لقب " أبى التاريخ " ، بعضهم يسمونه " أبا الأكاذيب " بسبب عدم دقته فى بعض ما كتبه ، فنظرا لعدم معرفته باللغة المصرية القديمة فقد تلقى معلومات غير دقيقة ممن قابلهم فى رحلاته)
زار مصر ، وعبّر عن انبهاره بالزيارة ، فكان تقديره المثير للإعجاب ، وقال إن النيل هو مفتاح بقاء مصر وازدهارها عبر العصور، فقد اعتمد أهل مصر على نهر النيل فى النقل والمياه والرى ، وهو صاحب المقولة مصر هبة النيل ، وصحّتها أن يقول (مصر هبة النيل و المصريين )
كما كتب عن جغرافية مصر ومدنها ، والأحداث التاريخية التى مرت بها ، وأعمال ملوكها، ومظاهر حضارتها ، ولاحظ أن العالم كله يتناول طعامه فى الداخل ، ويقضى حاجته فى الخارج ، فى حين أن المصريين يتناولون طعامهم فى الخارج ويقضون حاجتهم فى الداخل ، مما يدلل على أنهم أول من ابتدع وأنشأ مواسير شبكات الصرف الصحى . . !
كما اعتنوا باشتمال غذائهم على البصل والثوم والليمون ، وقد ثبت مؤخرا أن هذا الغذاء من المضادات الحيوية التى تحارب الأمراض الخبيثة ، و المانعة للسرطان، ولذا فهم يتمتعون بالصحة الجيدة ، فهم من الناحية الصحية أصحّاء أشدّاء ، يزرعون ويقلعون دون كلل
و من صفات المصريين استرعى انتباهه أنهم كانوا لا يأكلون لحم الخنزير ويعدّونه حيوانا نجسا، وكانوا يربونه ليقدموه ضحية لإله القمر، وكان القائمون على تربيته من الأجانب ، أما الجزار فكان يونانيا، وأجره عن ذبح الخنزير هو الرأس
وأُعجب هيرودوت بالعرب عموما ووصفهم بأنهم يحترمون المواثيق والعهود، وأنهم الشعب الشرقى الوحيد الذى لم يرض بحكم الفرس ، ولم يتمكن لا الفرس ولا الروم من السيطرة عليه أو احتلاله ، وقال عن جزيرة العرب : هى البلد الوحيد الذى ينتج لبان البخور ، والمرّ، والقرفة ، والصمغ
مات هيرودوت فى إيطاليا فى عام 425 ق. م.