مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

منبر

المبدعون

الشاعر الدكتور مصطفي رجب : تماشيق انخشائية بمناسبة التكويشات اللاطورانية

2025-09-16 13:10:40 - 
الشاعر الدكتور مصطفي رجب : تماشيق انخشائية بمناسبة التكويشات اللاطورانية
الشاعر الدكتور مصطفي رجب
منبر

المصق أغرب في عواء الفار.................. وتمطقت أخباؤه فحذَارِ
كشغت برائق سأفه وتملعت................. حتى تبعق كشغها بغرار
باتت منقنقة وبات غرارها .................متنقنقا في هرقة المطمار
جَشقتْ بِخَطرشَ فارتكت أخواعه..............ز وأَحَلَّهُ الإلخاذ دَارَ بَوَارِ
كَمْ كان في بتك المحاص مفققا ..................وكأنَّه في نارع اليعار
كُويَتْ سَباسِبَ عصقه فتضَاءَلَتْ ......كَتَضَاؤُلِ الزعبار في الأَضآر
مَوْتُوغَةٌ طَلَبَت مشاقع كعرها............... وكفَت طقائقها بظعج كهار
فتواثبت وتواكبت وتلاعبت.................. في سوقها بالباهس الشتار
وزفت سمائم فرَّعا، لكنها ........................وطَدَت بباخسة على ميصار
حتَّى إذا ما جاء قشو هويقها.............................. عَنْ مُسْتَكِنٍّ فاصم مزَّار
طرفت مباتتها ووصوق بغها .........................وتراسعت في غافف طرار
ماذا أقول وقد تبشتر صعدها .....................وتمرمرت في مرمر المرمار ؟
أأقول إن زفاءها متحوشم ؟...................... أم أن ظائف بطشها كالطار؟
قد خصني من وزف طوش كبائها ................مسق تورور في زفيف قدار
فالحمد لله استوت أعجافها .........................ووصافها في مكدم الإيصار
مذ وسّدت دستورها وتوسدت......................... برنامجا يهطو بكابك ظار
ورمت مواطنها بقارش فصمة .................حتى انتشى كالهاظف الغصار 
----------------------------------------
هذه القصيدة من فن الحكمة الذي كان منتشراً في شعر العرب قبل الإسلام، وهذه القصيدة مجهولة المؤلف ولكن يقال إنها كانت من المذهبات لما فيها من جزالة ألفاظ وقوة حجة وحكمة تلخص حياة البشر في عدة أبيات كما قال الشاعر في مطلع القصيدة:
المصق أغرب في عواء الفار وتمطقت أخباؤه فحذَارِ
وقد نسبت هذه القصيدة لغير واحد من شعراء العرب ، فقد زعم فريق – يتزعمه الناقد الراحل حسن مهنا- أنها لامرئ القيس و قال د. ماجد الهندي في كتابه: الشعر و الانتحال إنها لعمرو بن كلثوم وزعم آخرون أنها لعنترة العبسي. وعلى كل فهي قصيدة واحدة كحبة لؤلؤ يصدق عليها قول حاطب البكاء:
و قصيدة كبليعة المشتوت أشباهها كالبست في السحتوت
لا قد أتت إن لم تكن علوية وسبيكة الفرناس كالعسقوت
--------
المفردات: 
- تماشيق انخشائية : هي تماشيق في أحوال الأولين من البشر و سميت انخشائية لكثرة تداولها في محافل الجعلطة الكبرى منها و الصغرى و قد ذيل الشاعر العنوان بعبارة: بمناسبة التكويشات اللاطورانية كيلا يظن أنها قيلت بمناسبة التكويشات الطورانية التي كانت تحدث كل عام بين عبس وذبيان.
- المصق: حيوان يشبه اليربوع برغم جمال وجهه و عينيه غير أنه لا ذيل له يعيش في الجزيرة العربية بهضاب نجد و يتخذ كثيب الرمل له سكناً ويضرب به المثل في الشيء الذي تخالف بدايته نهايته.
- أغرب : أي اتجه غرباً ناحية الغرب
- عواء الفار: نهاية شروق الشمس من ناحية الجبل حين تتعامد الشمس على مدار السرطان و تكون للجبال ساعتها ألوان غربوبية مستحلسة الشرغات.
- وتمطقت أخباؤه أي زادت.
- حذار: أي لا تأمن للأيام مهما يحدث فلكل شروق غروب ينهيه و لكل فار عواء و المتدبر للحياة يراها كالمصق لا ذيل لها.
- كشغت: أي فاق كشغها الحد ويقال رجل كشاغ لا كاشغ إذ تصلح كاشغ للمرأة فقط كنحو كاعب فيقال كاشغ و كشغاء للمرأة و يقال كشاغ للرجل.
- برائق سأفه : ذروة تمسكع البرغون في زرابيب أنثى المنور حين تلد صغارها و ظهرها للشمس.
- وتملعت: أي خاست و ساهت و لاقت من الأمر حسكته.
- تبعق كشغها بغرار : هذا الشطر من أروع أشعار الحكمة العربية إذ يسوق الشاعر مثلاً لتقلب الأمور و عدم استواء الدنيا على حال بسلاسة و ترتيب منطقي فبرائق السأف كشغت حتى تملعت و ظلت تتملع حتى تبعق كشغها بغرار، فيالجمال الشعر حين يخرج من القلب فيصل للقلب بلا رسول.
- باتت منقنقة أي ظلت منقنقة طوال الليل.
- وبات غرارها متنقنقا أي ظل غرارها منقنقاً مثله مثلها كنوع من المشاركة العاطفية.
- في: بمعنى داخل !!، هرقة المطمار: هي هرقة عظيمة كانت تنصب لفراعين مصر في جنوب الصعيد في بلدة بنواحي طحطا بصعيد مصر كانت تدعى مطمار و تسمى حالياً بالمضمر.
- جَشقتْ بِخَطرشَ فارتكت أخواعه: الفاء تفيد الترتيب و السرعة فكأنه يثبت غدر الزمان بمن يثق به فالأيام التي جشقت بخطرش- و خطرش هذا كان من عظماء فارس و كان عاملاً لكسرى يزدجرد على خراسان و قد كان يضرب به المثل في العظمة حتى أنه كان يبتني المدينة من التراب و الماء فقط و لا يتركها إلا مقببة بالذهب وهو باني أصبهان- لم تلبث إلا أن حازقته حتى ارتكت أخواعه بعد طيب من العيش رغيد.
- أحله الإلخاذ أي أسكنه
- دار بوار: خسران مبين.
- كم كان.....: البيت عن خطرش
- بتك المحاص: أي أول المحاص
- مفققاً أي محزرم الأركان عاكفها و المقابلة بين مفققاً و نارع اليعار تقوي المعنى و تؤكده.
- كويت أي طالها عصف النار بشرر كثير فتضاءلت.
- سباسب: جمع سبسوبة و هي ملاك الأمر.
- عصقه: أصل المحاص المنقوع بخمر.
- الزعبار: هو الزعبار بن عمرو من بني جرهم وهو من أشرس فرسان العرب وأضخمهم جثة و إنه أحاط به مائة فارس تغلبي أرادوا قتله و سبي ابنته المخلخلة الجرهمية ذات القد المياس فصاروا يتكأكأون عليه و يقطعون أطرافه حتى ظفروا بروحه بعد سبعة أيام و ليال من القتال المتواصل ناحية الأضآر شمال الحيرة.
- - موتوغة: أي متأهبة للزواج و هي المخلخلة حين كانت ستزف للنعمان بن المنذر ملك الحيرة حين باغت التغلبيون أباها فقتلوه و انتحرت المخلخلة.
- - طلبت مشاقع عكرها: أي أرادت مشاقع عكرها بتلهف زاد عن الحد.
- - وكف أي زاف عن الشرائف ليلاً.
- -طقائقها: أي سوابق عهدها بالعكر.
- - ظعج الكهار :هو انبساط القمر على صفحة الماء ليلاً ، يريد صفاء عيونها.
- تواثبت و تلاكبت و تلاعبت: أي فرسان تغلب
- الباهس الشتار : لقب الزعبار و يعني شديد البأس القاطع كالسيف.
- وزفت سمائم فرَّعا : أي كثيرة متشابكة الأغصان.
- وطَدَت بباخسة على ميصار: أي أعانت الباخسة على الميصار وذاك شأن الأيام.
- جاء قشو هويقها أي أتى هويقها كاملاً.
- مستكن فاصم مزار: أوصاف الحصان العربي الأصيل.
- طرفت مباتتها: أي عادت لحين بدايتها.
- ووصوق بغها: أي حيف على بغها وهو المهر الأعرج.
- تراسعت أي مشيت للبيت سراعاً، غافف طرار: مثل يضرب في مرارة الفقد.
- أقول هنا بمعنى أخبر.
- تبشتر صعدها: ناح مطأطأ الرأس.
- تمرمرت في مرمر المرمار: تهدجت ضحكاتها حين خلت بالمرمار المترمر.
- زفاءها: أسيادها.
- متحوشم :أي متحوشم عن الطيب و العطر.
- كالطار: يعني مثل الطار
- وزف طوش : مكان باليمن
- كبائها مسق: من جمال الكباء فيه أنه ضاحي الودج كالمسق
- تورور: أي تهفهف
- زفيف قدار: سادة قدار و هم قبيلة عربية انقطع سببها، أصلها من مضر و كانت تسكن اليمن ويقال أنهم أخوال الشاعر لاختلاف لغتهم عن لغة القصيدة.
- استوت أعجافها: أي عادت للوراء و العجف لغة في الهنكريس الفارسي.
- مكدم : هو الباقوش الحامي.
- إيصار: عكس ميصار.
- دستورها: هو حلف قبائل مضر.
- برنامج: نوع من أنواع الهلاميات النيلية التي تحيا بمصر، وهذا دليل اتصال ثقافي بين مصر و الجزيرة في الجاهلية.
- كابك ظار: اسم لأول قائد لحلف مضر.
- مواطن: نوع آخر من أنواع الهلاميات النيلية التي تحيا بمصر غير أنه يمتاز عن البرنامج بالقصر والرداءة والقذارة و لا يتناسل إلا في مواسم القحط.
- قارش فصمة: من حكماء العرب السبعة في الجاهلية وقد كان طويلاً أعور العين ذي نظرة ثاقبة، يريد أنه كان ينظر للمواطن فيثقبه.
- انتشى: أي انتفش
- الهاظف و الغصار هما لغة في نبت شيطاني ببر مصر يسمى دمقرطة و يدعى في دلتا مصر بالشفافية.
***
من ديواني [ المنخوعات ]

مساحة إعلانية