مساحة إعلانية
وكالات الانباء
أصبح الحصول علي الخبز في تونس مشقة يومية فإن لم تقف أمام طابور يومي بالافران منذ الصباح الباكر لن تحصل على حاجاتك اليومية من هذا المكون الأساسي على طاولة الطعام. فأغلب المخابز أصبحت تغلق أبوابها بعد الظهر بسبب نفاد الدقيق بحسب قولهم ولأسباب أخرى تتعلق بسياسة الدولة، لكن رئيس الجمهورية قيس سعيد كان له رأي آخر، معتبراً أن الأزمة مفتعلة.
اصحاب المخابز قالوا "منذ أشهر ونحن على هذه الحال، ينفد الدقيق فنحن نبيع ما لدينا من خبز صباحاً، بعدها نغلق أبوابنا". ويرون أن خوف المواطنين من عدم وجود الخبز يجعلهم يأخذون أكثر من حاجاتهم أحياناً، مواطنه قالت "يومياً أستيقظ فجراً لأظفر بحاجتنا للخبز ليوم كامل". وتضيف "كنا قبل أشهر نشتري ما نحتاج إليه في أي وقت، لكن اليوم يبدو أن الوضع تغير ويجب أن نتأقلم معه".
هذا الوضع الاستثنائي في تونس دفع بالرئيس إلى التحدث عن "تلاعب بالخبز"، معتبراً أنها طريقة ملتوية وتمهيد لرفع الدعم عن الحبوب.
وسأل على صفحة الرئاسة الجمهورية على "فيسبوك"، هل يوجد خبز للفقراء وآخر للأثرياء؟ وتابع "هناك خبز واحد لكل التونسيين وينتهي الأمر، ولا بد من اتخاذ قرارات حالية لوضع حد للعملية الملتوية لرفع الدعم عن الخبز وتوزيعه فضلاً عن النظام القانوني المتعلق بتصنيف المخابز".
لكن موقف قيس سعيد لم يرق لبعض المنظمات التي تساءلت عن المسؤول الحقيقي وراء فقدان "خبز الفقراء"، ورأت إحدى المنظمات غير الحكومية أن "خطاب قيس سعيد حول أزمة الخبز يهدف إلى تحويل المسألة إلى فرصة لفض نزاعات سياسوية، والتملص من المسؤولية المباشرة في تأزم الأوضاع الاجتماعية".
واعتبرت المنظمة أنه مع اشتداد الأزمة يتم اللجوء إلى نصوص وقوانين قديمة هي السبب في انهيار المنظومة الاقتصادية والاجتماعية في تونس.
وبحسب بيان المنظمة، فإن المشكلات الهيكلية تكمن على مستويين اثنين، الأول مستوى الإنتاج المحلي للحبوب والثاني توزيع الحصص على المتدخلين.
ويشار إلى أنه في أحسن الأوضاع المناخية وبحسب تقارير رسمية، لم يكن الإنتاج المحلي قادراً على تغطية الحاجات السنوية من الحبوب بسبب إهمال القطاع الفلاحي (بخاصة الزراعات الكبرى) وفق عديد من المتابعين للشأن الفلاحي في تونس. ففي أفضل المواسم من حيث الإنتاج، لم يتمكن القطاع من إنتاج أكثر من 55 في المئة من حاجات تونس من القمح الصلب و0.3 في المئة من حاجات البلاد من القمح اللين.
وبحسب مراقبين في تونس، فقد أثر الغياب المتفاوت للخبز على عادات المواطن الاستهلاكية وارتفاع الطلب بسبب المخاوف من عدم توفره.
ويشار إلى أن تونس من البلدان التي تشهد إتلاف كميات كبيرة من الخبز، إذ يبذر التونسيون 900 ألف رغيف يومياً تذهب إلى مصبات الفضلات، وفي أفضل الحالات يتم تحويلها إلى علف للحيوانات. ويعتبر رخص ثمن الخبز من الأسباب الأساسية لهذا التبذير، بحسب آراء مختلفة.
كما أثرت الأوضاع المناخية التي شهدها الموسم الحالي من جفاف وأمطار متأخرة، في كمية وجودة إنتاج القمح الصلب الذي بلغ 2.3 مليون قنطار أي ما يعادل 19 في المئة من حاجات السوق.
من جانبه يرى رئيس المنظمة التونسية لإرشاد المستهلك لطفي الرياحي أن "أزمة الخبز سببها الرئيسي المخابز غير المصنفة التي تحصل على الدقيق أو الطحين المدعوم لبيع الخبز بأسعار حرة".