مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

منبر

عالم السياسة

الأمراض النفسية تغزو عقول أطفال غزة والصمود عنوانهم

2023-10-23 10:40:41 - 
الأمراض النفسية تغزو عقول أطفال غزة والصمود عنوانهم
طوفان الاقصي
منبر

سجل أنا عربي 
وأطفالي ثمانية 
وتاسعهم سيأتي 
بعد صيف 
فهل تغضب


هكذا قالها محمود درويش وسيظل أطفال غزة رغم ما يعانونه رمزا للصمود فهم ولدوا تحت القصف وعاشوا وسط البارود ورضعوا الغضب علي الكيان الصهيوني 
وفي تقرير نشرته قناة الحرة جاء فيه إن أطباء نفسيون في قطاع غزة قالوا إن العديد من الأطفال هناك يعانون من أزمات واضطرابات نفسية، بعد مضي أكثر من أسبوعين على القصف الإسرائيلي المكثف، الذي يستهدف مواقع حماس وفصائل المقاومة
ويشكل الأطفال نحو نصف سكان غزة، البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، ويعيشون تحت قصف شبه مستمر.


وملأ الكثيرون منهم ملاجئ مؤقتة في المدارس التي تديرها الأمم المتحدة، بعد فرارهم من منازلهم، دون كميات تُذكر من الطعام أو المياه النظيفة. 
وقال الطبيب النفسي في غزة فضل أبو هين، إن الأطفال بدأت تظهر عليهم علامات خطيرة من أعراض الصدمة، مثل التشنجات والتبول اللا إرادي والخوف والسلوك العدواني والعصبية وعدم الرغبة في الابتعاد عن والديهم.
وتتفاقم المشكلة بسبب حالة الملاجئ المؤقتة بمدارس الأمم المتحدة حيث يحتمي أكثر من 380 ألف شخص، على أمل الهروب من القصف.
وينام في بعض الأحيان 100 شخص في الفصل الدراسي الواحد، مما يتطلب تنظيفا مستمرا، في حين لا توجد إمدادات تُذكر من الكهرباء والماء، لذا فإن الحمامات والمراحيض قذرة للغاية.
وقالت تحرير طبش وهي أم لستة أطفال يحتمون في إحدى هذه المدارس، إن أطفالها يعانون كثيرا خلال الليل ولا يتوقفون عن البكاء، ويتبولون على أنفسهم دون قصد مشيرة إلى أنه ليس لديها الوقت الكافي لتنظيفهم واحدا تلو الآخر.
وأضافت أن صغارها لا يشعرون بالأمان في هذه المدارس أيضا. وتقول الأمم المتحدة إن هذه المدارس تعرضت للقصف عدة مرات، وشهدت طبش عدة ضربات تصيب مباني مجاورة.
كما لفتت طبش إلى أن أطفالها أصبحوا يقفزون من الخوف عندما يسمعون صوت تحريك كرسي.
وأوضح أبو هين أن عدم وجود أي مكان آمن تسبب في شعور عام بالخوف والرعب بين جميع السكان مشيرا إلى أن الأطفال هم الأكثر تأثرا. كما أن رد فعل بعض الأطفال كان مباشرا، وعبروا عن مخاوفهم.
ولفت الطبيب النفسي إلى أنه رغم احتياج هؤلاء الأطفال إلى تدخل فوري، فإنهم قد يكونون في حالة أفضل من الأطفال الآخرين الذين احتفظوا بالرعب والصدمة بداخلهم.
ويؤوي أحد المنازل بمدينة خان يونس بجنوب القطاع نحو 90 شخصا، من بينهم 30 فردا تحت سن 18 عاما، ويضطرون إلى أن يتناوبوا عندما يريدون النوم بسبب ضيق المساحة.
وتحدث إبراهيم الآغا، وهو أحد الموجودين في المنزل ويعمل مهندسا، عن آثار الغارات، قائلا إن الصرخات تعلو دائما مع سماع دوي أي انفجار أو إصابة أي هدف قريب، وإنهم يحاولون تهدئة الصغار بأن يقولوا لهم إنها مجرد ألعاب نارية لكنه لفت إلى أن الأطفال الأكبر سنا يفهمون ما يحدث.


وأكد الآغا أنهم سيحتاجون إلى الكثير من الدعم النفسي بعد انتهاء هذه الحرب.
وكان نظام الرعاية الصحية في غزة منهكا بالفعل قبل بدء الحرب هذا الشهر، وصار الآن على شفا الانهيار، في حين يحذر خبراء الصحة النفسية منذ فترة طويلة من الخسائر الفادحة التي نزلت بالفعل على الأطفال.
وخلص تقرير صدر عام 2022 عن منظمة انقذوا الطفولة إلى أن الرفاهية النفسية والاجتماعية للأطفال في غزة كانت عند مستويات منخفضة بشكل مثير للقلق بعد 11 يوما من القتال في عام 2021، مما جعل "نصف أطفال غزة بحاجة إلى الدعم.
ويقول خبراء الصحة النفسية في غزة إنه لا يوجد هناك شيء اسمه اضطراب ما بعد الصدمة، لأن الصدمة في القطاع مستمرة مع نوبات متكررة من الصراع المسلح تمتد إلى ما يقرب من عقدين من الزمن.

مساحة إعلانية