مساحة إعلانية
ماريا ميشيل
لا يدرك حوله سوي اربعة جدران وابواب.. حياة يسودها الصمت والاكتئاب.. المشهد يبث الهلع في قلبه والاضطراب.. يخشي ان يعيش وحيدا دون عائلة أو احباب.. واحيانا رغم انه يحيا مع اسرته إلا انه يشعر بالغربة والاجتناب.. كمن يقيم وحيدا ومن حوله في حالة غياب.. انها المونوفوبيا خوف الوحدة الذي ينشأ لعدة اسباب.. منذ الطفولة تكون الجذور والاهداب.. كأخطاء التربية من قسوة لاهمال لعدم استيعاب.. وفاة أو انفصال احد الوالدين والتنشئة وسط هذا الرحاب.. وترجع لعوامل وراثية يولد بها المرء دون اكتساب.. فمفهوم الفرد للآمان لا يكتمل إلا وسط الجمع والاصحاب.. وفي حالة الغياب يعاني اختلالات عديدة دون حساب.. من صداع لتشنج لنوبات اغماء وهكذا العديد من مظاهر الانسحاب.. ويتنوع مدرج العلاج بدءا من قدرة الشخص للسيطرة علي تلك الاتعاب.. مرورا بالادوية والمهدئات وصلا للجلسات النفسية للتخلص من هذا الارتياب فهيا نعرف المزيد عن خوف الوحدة (المونوفوبيا)
المونوفوبيا Monophobia الخوف من الوحدة احد انواع الرهاب المرضي تختلف حدته بدءا من الخوف من الشعور بالوحدة أو الانفصال عن شخص معين، أو الخوف من العيش بمفردهم بالمنزل دون اسرة، أو في الأماكن العامة بمفردهم ويمتد الخوف الي ما هو اشمل حيث خوف الإنسان ان يحيا وحيدا وهو وسط عائلته أو يكون بدون صحبة احيانا
اسبابه:
اتباع وسائل عقاب خاطئة في الطفولة كترك الطفل حبيسا في غرفة مغلقة فمثل هذة السلوكيات تتحول الي عقد مرضية تكبر مع الطفل
وفاة أو انفصال احد الوالدين مما كانت للطفل رابطة عاطفية شديدة معه
اهمال الوالدين للطفل وعدم تغذيته بالحب فيربط الخوف من الوحدة بمشاعر نقص الحب ويتطور لاضطراب.
الاستعداد الوراثي للمونوفوبيا
ظروف اجتماعية قاسية كالعيش في حي ترتفع فيه الجريمة.. الحوادث..التعرض لاذى... إلخ
تكون المونوفوبيا احيانا جزءا لبعض الاضطرابات.. كأضطراب الشخصية الحدية..اضطراب الهلع الأكبر.
و ليست تؤدي بالضرورة هذة المسببات للمونوفوبيا قد تزول مع الوقت ولكن احيانا تعمقها الاحداث والظروف فتتطور لرهاب الوحدة
الأعراض
الحاجة الملحة لوجود أشخاص لأجل الشعور بالأمان في مكان يُفترض فيه الراحة كالمنزل، وما ان يوجد الشخص بمفرده يعاني الوحدة والشعور بالملل أو القلق الذي يصل للذعر وتعيق هذة المشاعر الامور الحياتية مما يؤثر علي الحياة المهنية والعائلية والدراسية مما يعيق النجاح في الحياة احيانا
يتلازم الشعور بالوحدة بالعديد من الاعراض المزعجة التي تختلف حدتها من شخص لاخر كفرط التعرق، اضطرابات بالقلب وضغط الدم والهضم.. جفاف الفم.. القشعريرة.. اضطراب التفكير وحبسة الكلام.. الصداع وآلام الجسم.. الاغماء احيانا
العلاج:
العلاج الذاتي كتجاهل الانسان للدوافع المؤدية للخوف.. البحث عن جذور المشكلة لحلها.. تدريبات الاسترخاء والتنفس العميق للحد من النوبات وطلب مساعدة المحيطين
وأن لم يستطيع الفرد السيطرة علي حالته يلجأ للعلاج الدوائي بمضادات القلق والاكتئاب وجلسات العلاج السلوكي المعرفي
في عالم معقد يمتلئ بالصراعات والصدمات التي تخدش جدار النفس الرقيق متسللة إليه محدثة اضطرابات قد نجهل طبيعتها مؤثرة علي جودة الحياة برمتها فعلينا التنبه لاي مظهر بسيط قد لا يوحي بمشكلة الان ويرسي فيما بعد لاضطراب لا تقتلع جذوره بسهولة تاركا آثار قد لا تمحوها الأيام.
mareya2000@hotmail.com