مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

منبر

عالم السياسة

إيمان بدر تكتب :دماء الابرياء في غزة تكتب المصير الأسود لبايدن ونتنياهو

2023-10-27 11:00:20 -  تحديث:  2023-10-27 00:26:13 - 
إيمان بدر تكتب :دماء الابرياء في غزة تكتب المصير الأسود لبايدن ونتنياهو
طوفان الاقصي
منبر

 كيف استغل ترامب الأحداث الحالية لضرب عجوز البيت الأبيض


حقيقة الأزمة بين واشنطن وتل أبيب بسبب القاهرة

يؤكد المحللون السياسيون دائما على حقيقة أن تضارب التصريحات إبان أى أزمة إنما يعكس حالة من التخبط وعدم قدرة صانعى القرار أو بالأدق صانعى الأزمة على الاستفادة منها وتحقيق الأهداف المرجوة، وفي هذا السياق لا يختلف اثنان على أن حكومة بنيامين نتنياهو المترنحة حاولت الاستفادة من أزمة غزة الأخيرة لإنقاذ ماء وجه رئيس الوزراء المتهم بالفشل والفساد الداخلى، بل وذهب البعض إلى أن تلك الحكومة اليمينية المتطرفة عقدت صفقة مع حركة حماس الأكثر تطرفا للتضحية ببعض الأرواح الإسرائيلية مقابل تصفية القضية الفلسطينية وتهجير أهالى غزة إلى الأبد وهو ما لم تكن ترفضه الحركة الإخوانية لولا موقف القاهره الحاسم.


وعلى ذكر رد فعل القاهره بدأت حالة التخبط لدى الجميع حيث أعلنت قيادات حماس أنها ترفض التهجير، علما بأنها نفس القيادات التى كانت تتمنى هذا في عهود سوداء سابقة، بل وتراجع نتنياهو نفسه وبدت تصريحاته متخبطة متوترة ومتضاربة مع قيادات حكومته ففى الوقت الذى قال هو شخصيا على أهالى غزة إن يبحثوا عن مكان آخر، خرج مستشار وزير الدفاع في حكومته عاموس جليعاد ليعلن ردا على خطاب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن بلاده لا قبل لها بالدخول في مواجهة مع أكبر دولة في المنطقة عسكرياً وبشريا بل وقال نصا أنهم لا يريدون تهجير الفلسطينيين إلى سيناء لعدم الدخول في مواجهة مع مصر لا أحد يعرف مداها.


أما رئيس حكومته فقد بدى مهتزا أمام الكنيست حيث أعلن مجلس النواب الصهيوني رفضه التام لتعريض حياة ٢٠٠ إسرائيلى أسير للخطر، ولم يجد رئيس الحكومة بدا من اتخاذ مواقف أكثر همجية وصلت إلى ضرب مخازن الأمم المتحدة والمفوضيات التى من المفترض أن تستقبل المعونات متوقعاً أن يقف البيت الأبيض في ظهره.


أما عن البيت الأبيض فلم يكن أقل تخبطا حيث صرح وزير الخارجية الأمريكي بلينكين يوم ١٢ اكتوبر بأن نزوح أهالى غزة إلى سيناء حل مطروح للنقاش، ويجب مناقشة الأمر مع القيادة المصرية، ولكن موقف القيادة المصرية البطولى الذي جعل اللقاء معه على الهواء واعلنت مصر خلاله ليس فقط رفضها لفكرة التهجير وطرح صحراء النقب كبديل، بل وفي شموخ مصرى اكتوبرى رفضت القاهره فتح معبر رفح لإجلاء الرعايا الأمريكان إلا في حالة السماح بدخول المساعدات، لتنهزم إسرائيل بل وأمريكا التى فضلت مصلحة رعاياها على كسب ود حكومة نتنياهو الراحلة لا محالة، ليعلن بلينكين نفسه أن الولايات المتحدة لن تقبل تهجير أهل غزة إلى سيناء وهى فكرة غير مقبولة لدينا، وامتدت حالة التخبط أو بالأدق الهلع إلى الرئيس الأمريكي جو بايدن نفسه الذى كان في بداية العملية يدعو إسرائيل لإبادة غزة ويطالب الجيش الصهيوني بالغزو البرى للقطاع، ثم تراجع مخذولا ليعلن أنه على إسرائيل ألا تفكر في احتلال غزة.


وعلى خلفية ذلك تراجع نتنياهو هو الآخر مطالباً بإطلاق سراح المدنيين الإسرائيليين أولا ثم التفاوض على العسكريين في محاولة لاسترضاء أعضاء الكنيست الغاضبون، فكان موقف مصر المنتصر برفض فكرة الإفراج عن الأسرى من جانب واحد بمعنى أن القاهرة لن تتدخل إلا في حالة تبادل الأسرى بين الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي.
وفي مواجهة شموخ القاهرة بات بايدن عجوز يعانى من تآكل شعبيته ومصير مظلم في انتخابات رئاسية باتت وشيكة، فيما أصبح الأمل الأخير لنتياهو هو أن يرحل بايدن ويأتى دونالد ترامب الأكثر قدرة على التفاوض مع القاهرة والاكثر قبولاً لدى كل الأطراف بما فيها حركة حماس ذاتها لانتماءه هو الآخر إلى التيار اليمينى المتشدد، بل ولعله الرئيس الأمريكي الوحيد الذي يحظى بقبول لدى العرب من ناحية واللوبى الصهيوني في امريكا من ناحية أخرى، حيث استطاع بقراره الذى لم ينفذ المتعلق بنقل عاصمة بلاده من تل أبيب إلى القدس أن يكسب رضا الصهاينة ناهيك عن انتماء صهره جاريد كوشنر للتيار اليهودى المتطرف وكونه مهندس صفقة القرن التى برغم رفض العرب لها ولكنهم يجدون في ترامب الأقدر على حمايتهم من أطماع إيران وفي مستشاره لشئون الشرق الأوسط ( كوشنر) القدرة على إعادة فتح ملف التفاوض واستئناف الحوار بين العرب وإسرائيل، فهل يعاود ترامب اللعب بورقة البحث عن حل يرضي جميع الأطراف ليستغل ما يحدث في الانتخابات الرئاسية المقبلة، وهل يلجأ إلى التضحية بنتنياهو أم يضحى الأخير ببايدن من أجل ترامب أو ربما يبحث الجميع عن رئيس آخر قد يكون كاميلا نائبة بايدن التى يتم تجهيزها لهذا المنصب منذ اللحظة الأولى ولكن انتماءها لنظام بايدن والحزب الديمقراطي قد يضع عائق في طريق تحقيق حلمها بأن تكون أول انثى تتولى رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية.

مساحة إعلانية