مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

منبر

قضايانا

إيمان بدر تكتب :الأفارقة حملوا رسائل بوتين إلى بايدن من قمة بطرسبرج.

2023-07-27 16:04:59 - 
إيمان بدر تكتب :الأفارقة حملوا رسائل بوتين إلى بايدن من قمة بطرسبرج.
الرئيس السيسي والرئيس بوتين
منبر

 القمة الروسية الأفريقية الثانية والمنتدى الاقتصادي الإنسانى تحديات في مواجهة سياسة فرض العقوبات وخلق الصراعات.

نختلف أو نتفق مع قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشن هجمات عسكرية على أوكرانيا، ولكن لا يمكن إنكار حقيقة أن روسيا دولة دعمت مصر في بناء السد العالي وفى حربها ضد الصهاينة كما ساندت حركات تحرر الدول الإفريقية من قبضة الاستعمار الأوروبي وحتى يومنا هذا لم تتآمر وتزرع الفتن ولم تمول التنظيمات الإرهابية لتخريب وتقسيم دول الشرق الأوسط والدول العربية والإفريقية.
وعلى ذكر الإرهاب الأسود لعلها ليست مصادفة أن يتم اختيار مدينة بطرسبرج الروسية لاستضافة القمة الروسية الأفريقية الثانية، وهى المدينة التي تعرضت من قبل لهجمات إرهابية بفعل تنظيمات تنحدر قياداتها من أصول عربية وافريقية بينما تمولها دول أمريكا وأوروبا الغربية التي وصفها بوتين نفسه من قبل بأنها حولت الربيع العربي إلى شتاء عربى.
وبعد أن باتت أوروبا الاستعمارية وامريكا العنصرية أشبه بكيانات عجوز تئن تحت وطأة الأزمات الاقتصادية تارة والهجمات الإرهابية تارة أخرى، على طريقة انقلب السحر على الساحر، ظهرت قوى شرقية أبرزها الصين وروسيا اتجهت إلى الأرض البكر حيث مستعمرات افريقيا التى لم ينسى أهلها ما عانوه تحت حكم الاستعمار الجائر ومازالت بعض تلك الدول تعانى من صراعات سياسية وحروب أهلية وتنظيمات مسلحة تمولها دول الغرب الصهيونية، ثم تعاقب أمريكا المجنى عليه بحرمان أى دولة تعرضت لانقلاب عسكرى من حضور المنتديات الدولية، مثلما تعاقب روسيا بفرض حصار اقتصادي عليها وإخراجها من نظام البنوك العالمى.
وبالرغم من أن اتجاه بوتين إلى أفريقيا ليس بالجديد حيث سبق أن دعا قادة القارة السمراء إلى منتجع سوتشى عام ٢٠١٩، لتشهد بلاده القمة الروسية الأفريقية الأولى، ولكنها الآن باتت ضرورة ملحة لأن يدعو رجالات القارة السمراء وكأنما يرسل من خلالهم رسالة إلى الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا وحلف الناتو بأن هناك دول لم تخضع لهيمنة القرارات العقابية لأن تلك الدول نفسها طالما عانت من قهر واستعباد أبناءها ومازالت محرومة من الاستفادة بمواردها البكر الثرية غارقة في النزاعات والصراعات العرقية والدينية والسياسية، تواجه الأوبئة الفتاكة وتعيش ظروف قاسية تنتهك الإنسانية، ومن ثم قامت القمة الروسية الأفريقية الثانية على عدة محاور محددة تتمثل في الاهتمام بأمن الطاقة والأمن الغذائي كجانب اقتصادى، بالتوازي مع تأمين حياة الإنسان واستقرار بلاده وسيادتها كشق انسانى اجتماعى، ومن ثم اعتمدت القمة خطة الفترة ( ٢٠٢٣- ٢٠٢٦) لمجالات التعاون المشترك القائمة على تطوير إمكانيات التصدير والتبادل التجاري بين روسيا ودول افريقيا بالعملات الوطنية، ليهتز عرش الدولار في مقابل تدعيم اقتصادات الطرفين الروسى والإفريقي.
ولأن افريقيا تجمع بين الموارد البكر والثروة البشرية الضخمة، إتخذت القمة شعار المنتدى الاقتصادي الإنسانى، في محاولة لتقديم الدعم الأمنى والسياسى والثقافى والعلمى التكنولوجي لدول تشهد اهتزازات أمنية وصراعات متطرفة، تكاد تعصف بها وتقوض أركانها، كما اهتمت القمة بالاسواق الأفريقية الواعدة والطرق اللوجستية التي ترسم مسار الاقتصاد العالمي الجديد.

مساحة إعلانية