مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

منبر

الرأي الحر

أقلام وأفكار .. على نبض الزمن الراكض! بقلم عـادل عطيـة

2024-12-02 13:05:21 - 
أقلام وأفكار .. على نبض الزمن الراكض!  بقلم عـادل عطيـة
عادل عطية
منبر

في إيماءة منها إلى اجتيازى المرحلة الدراسية الإعدادية، والتحاقى بالصف الأول الثانوى، أهدتنى والدتى ساعة يد ثمينة، لتكون رفيقتي مع الوقت! كم كنت أستمتع بمعاينة عقارب الساعة، التي تزيّن معصمى، وهى فى دورانها اللامتناهي لتتعقب الزمن، وتمضى معه إلى بداياته الأثيرة في رحلة الكون الغامضة! كان عقرب الثوانى يسرع الخطى، لكنه لم يتمكن من إثارة انتباهى إلى سرعة الزمن الذي ينقضى فى مشوار حياتي؛ ربما لأنه يرتبط بعقرب الدقائق الذى بدا لي بطىء الحركة، وعقرب الساعات الذى ظهر لي هو الآخر، وكأنه أكثر بطئاً، فعشت في خدعة كبرى من صنع العقارب الناعمة، حتى جادت علي السنين بساعة رقمية، ويا لها من ساعة! فما أن رأيت نبضات أرقامها الكريستالية، التي تبهر الأنفاس من فرط ركاضها، حتى أصبت بما يمكن أن أسميه: "الرعب الرقمي“، والذي يحمل التحدى الحقيقى للإنسان، فثانية واحدة يمكن أن تنقل الإنسان من حياة إلى موت، ومن نعيم إلى جحيم! فهل نصغي إلى الزمن الذي يركض، وكأنه مُنح حصاناً جامحاً،.ونشعر بالندم والحزن على كل ثانية، وكل دقيقة، وكل ساعة، ونحن منشغلون بأمور أنانية لا معنى لها، أو مشغولين في عمل لا شيء، أو: مهدرين الوقت بالانتظار لأشياء غير مجدية؟! إن الساعة الرقمية، لا تزال تعلمنا بأنه يجب أن يكون الوقت مؤلماً أحياناً، يجب أن يكون إكراهياً لأولئك الذين لا يتوافقون وسرعة الزمن، وعاجزين عن صناعة المستقبل، وقابعين على بعد سنوات ضوئية من القيم السامية: المحبة، والخير، والرحمة؟!

مساحة إعلانية