مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

منبر

قضايانا

أسرار إنطلاق مهرجان الدراما الثاني من العلمين الجديدة

2023-08-28 20:56:03 - 
أسرار إنطلاق مهرجان الدراما الثاني من العلمين الجديدة
مهرجان الدراما
منبر

إيمان بدر تكتب: 


قصة مدينة تحولت من حقل ألغام إلى حقل أنغام وبؤرة لتحقيق الأحلام.


مطلوب استنساخ عبد الرحيم كمال وإعادة جلال عبد القوى ومحمد فاضل ونقل شريف عرفة ووائل إحسان إلى الفيديو.

إذا كانت مسلسلات البلطجة والخيانة أصبحت أمر واقع فالحل هو التنوع على طريقة الأطلال بجانب ( بعد العشا يحلى الهزار والفرفشة).

يبدو أننا سنخصص باب ثابت بالجريدة يحمل عنوان ( نشرة أخبار العلمين الجديدة) لأننا كنا من أوائل الذين أشادوا بمهرجان العلمين الغنائي وأيدنا إنتقال الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى هناك لاستقبال قادة وزعماء العالم وانطلاق المباحثات السياسية والاقتصادية، وانعقاد القمة الثلاتية بين مصر والأردن وفلسطين من هناك، وكأن الدولة ممثلة في قيادتها السياسية تروج للمنتج المصري المفتخر بكل الوسائل بدءاً من صورة عمرو دياب وأنغام يصدحون بأجمل الألحان وفي الخلفية أبراج العلمين وصولاً إلى رأس الدولة يستقبل أباطرة النفط وملوك العالم من داخل قصور العلمين، ليثبت أن العالم ليس فقط علمين ولكنه عوالم لم تعد خفية ولكن خرائطها السياسية والاقتصادية والثقافية والفنية باتت واضحة وفي القلب منها مصر، بقاهرتها العريقة وعاصمتها الذكية وسواحلها الرائعة وصعيدها الخالد، في انعكاس واضح للقدرة المصرية التي دائماً ما تحول الانكسار إلى انتصار والالغام إلى أنغام والأوهام إلى أحلام.


وفي هذا السياق انطلق مهرجان الدراما في نسخته الثانية من العلمين الجديدة، تحت شعار ( ٦٠ سنة دراما.. الإبداع حدوتة مصرية)، ومن ثم يتعين على الجميع الإشادة باختيار هذه المدينة الحديثة التكنولوجية الواعدة إقتصاديا وثقافياً لتكرم على أرضها رموز الدراما المصرية الرائدة والعريقة والمؤسسة لمجال الدراما العربية والشرق أوسطية، والتى ظلت ومازالت تحمل راية الريادة وحتى حين استفاقت الدول الشقيقة والصديقة وايقنت أهمية الفنون والثقافة واتخذت خطوات سريعة وقوية لبناء قوتها الناعمة بإمكانيات مالية جبارة، لم تجد أفضل من الفنان المصرى لتستعين به وتكرمه وتحتفى به، لتقام الحفلات والمهرجانات في جميع العواصم العربية يحييها نجوم مصر، لتضئ فنونهم مسارح تكتمل مقاعدها بجماهير عربية عاشقة للفن المصرى والفنان المصرى.


وبالعودة إلى العلمين الجديدة ومهرجان الدراما الذى هو امتداد أو نسخة حديثة من مهرجان الإذاعة والتلفزيون الشهير، لن نناقش اختيارات الأسماء والأعمال المكرمة لأننا نثق في لجنة التحكيم، التى اختارها ملك الدراما العربية وباشا الفن المصري يحيى الفخراني لتضم نجوم بحجم إلهام شاهين وكريم عبد العزيز والمخرج جمال عبد الحميد والناقد طارق الشناوي والكاتب عبد الرحيم كمال، والأخير تم تكريمه في العام الماضي عن مسلسله الملحمى الرائع ( جزيرة غمام) والذي سبقه أعمال لا تقل قيمة بحجم ونوس والخواجة عبد القادر والرحايا ودهشة وغيرها، وعلى ذكر دهشة معروف أنها مستوحاة من مسرحية وليام شكسبير الشهيرة كينج لير، ولكن ليس المطلوب فقط إنتاج أعمال مستوحاة من الأدب العالمي بل يتعين استنساخ نموذج عبد الرحيم كمال شخصياً الذى يمتلك خلطة الجمع بين القيمة الفنية والفكرية وبين النجاح الجماهيري، ومن ثم حقق مسلسل من نوعية ( القاهرة كابول) نجاحاً ونسب مشاهدة ضخمة رغم دسامة الفكرة لكونه بتوقيع عبد الرحيم كمال.


وإذا كانت الدراما فقدت أسامة أنور عكاشة ومحفوظ عبد الرحمن ووحيد حامد وصفاء عامر، ولكن مازال لدينا محمد جلال عبد القوى ومحمد فاضل وغيرهم من القامات الفنية التى باتت حبيسة بيوتها ومطلوب عودتها بقوة، ولو للإشراف على ورش الإنتاج الفنى،  التى تقدم غالبية الأعمال حالياً، كما أن لدينا مخرجين سينمائين بحجم شريف عرفة ووائل إحسان عز إنتاجهم السينمائي لأسباب معينة، ولديهم طاقات يمكن استغلالها في مسلسلات الفيديو على غرار المخرج السينمائي الشهير خالد يوسف الذى قدم للدراما التليفزيونية واحداً من أروع أعمالها حاملاً عنوان ( سره الباتع).


وعلى ذكر الأعمال الدرامية المقدمة حالياً والتى تواجهها انتقادات لاذعة من نوعية أنها دراما البلطجة والترويج للربا وتعدد الزوجات والخيانة الزوجية، وبينما يدافع أصحاب هذه الأعمال عنها بدفع فكرة أنها تعكس جزء من الواقع ولكن الواقع المصري يستمد قوته من التعدد والتنوع، ومن ثم يصبح المطلوب هو التنوع ما بين عمل بمستوى ( جعفر العمدة) بشعبية وشعبوية محمد رمضان وآخر من نوعية ( حضرة العمدة) بفكر وعقلية ابراهيم عيسى، ليتفوق عليهما ثالث بروعة ( تحت الوصاية) بعبقرية شاكر خضير وإبداع منى زكى وموهبة الطفل العالمي عمر شريف، علما بأن هذا التنوع والتعدد من أقصى أحد الاتجاهين إلى أقصى الآخر ليس غريباً على الفن المصري الذي قدم في الماضي قصيدة الأطلال لأم كلثوم بالتزامن مع ( بعد العشا يحلى الهزار والفرفشة) لمنيرة المهدية، وفى وقت لاحق كان سعيد صالح شخصياً يصور أفلام مقاولات متواضعة المستوى في الصباح ثم يعرض هو نفسه مسرحيات سياسية شديدة القوة والجرأة في المساء.

مساحة إعلانية