مساحة إعلانية
ايمان بدر
مع بدأ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية لوح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشكل غير مباشر إنه لن يسمح بهزيمة جيش بلاده وهو ما جعل المحللون وقتها لا يستبعدون احتمالات التلويح باستخدام السلاح النووي الذي تملكه موسكو ويعد الركيزة الأساسية لقوتها العسكرية عالمياً، ووقتها تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي صورة لبوتين يعزف علي البيانو وبجواره رئيس كوريا الشمالية كيم جونج أون وكتبوا عليها أنه يقول لبوتين ( سمعني أغنية وداع يا دنيا وداع) في إشارة إلي قرب نهاية العالم حال استخدام السلاح النووي.
ومؤخراً تجددت هذه المخاوف خاصةً وأن كيم الملقب بأسد المجرة يدخل المشهد هذه المرة كأحد أطراف النزاع وليس مجرد داعم لصديقه الروسي، حيث أعلن رفضه للمناورات المشتركة بين أمريكا واليابان وكوريا الجنوبية قبالة سواحل شبه الجزيرة الكورية، لافتاً إلي أن اجتماع زعماء الدول الثلاث ( الذين أطلق عليهم زعماء العصابة) انعقد قبل المناورات بأيام في مدينة كامب ديفيد، معتبراً هذه القمة الثلاتية شرارة أولي لبدء التحرش ببلاده، وهو ما يوجد له مبرر لأن يعلنها صراحة أن بيونج يانج لن تتوقف عن اختبارات الأسلحة علما بأنها بالفعل أجرت عدد قياسياً من الاختبارات خلال الفترة الماضية، ولكن بعد تدريبات ( اولتش فريدم شيلد) التي جمعت واشنطن وطوكيو وسول قرر ( كيم) التعامل مع الأمر باعتباره حرب نووية شاملة وإعادة احياء للحرب بين الكوريتين التي بدأت كحرب أهلية عام ١٩٥٠ حتي عام ١٩٥٣، وقتما كانت كوريا الشمالية تقع تحت مظلة الاتحاد السوفيتي بينما الجنوبية تابعة لأمريكا.
وعلي خلفية التوتر حالياً بين روسيا وامريكا لم يتواني كيم عن إعلان دعمه لبوتين، بل وأطلق قبل أيام من المناورة صاروخاً فضائيا علي سبيل المجاملة للحاج بوتين، فردت عليه الدول الثلاثة المعادية له ولحليفه الروسي بتلك التدريبات.
والجدير بالذكر أن العداءات التاريخية ليست بين الكوريتين فقط ولا بين روسيا وامريكا فقط ولكن هناك عداء قديم آخر يعود إلي الحرب العالمية الثانية بين الصين واليابان، ووقتها كانت الصين منحازة لأمريكا ولكن سبحان مغير الاحوال حالياً تنحاز بكين بكل قوتها الإقتصادية إلي روسيا وكوريا الشمالية بينما تقف اليابان في خندق الدولة التي ألقت عليها أول قنابل نووية في التاريخ، حيث أعلنت طوكيو شراء ٥٠ صاروخ جو - أرض من واشنطن بما يعني أن الاتفاقية التي كانت تمنعها من دخول مجال الحروب العسكرية قد انتهت والساموراي الياباني قادم بقوة.
وعن احتمالات اندلاع حرب نووية وتداعيات ذلك من المعروف أن اشباح المخاوف لاحت في الأفق منذ عام ٢٠١٣ وتحديداً حين أطلقت كوريا الشمالية القمر الصناعي كوانج ميونج سونج وساهم في زيادة التوتر تجربة كوريا الشمالية النووية في فبراير ٢٠١٣، وفي عام ٢٠٢٠ تحدث بعض العلماء عما أسموه سيناريو يوم القيامة مع تصاعد احتمال وقوع كارثة نووية في عالم يحتوي علي ما يقرب من ١٨ رأس نووى، وكانت مجلة علماء الذرة التابعة لجامعة شيكاغو قد فتحت هذا الملف في عددها الصادر عام ١٩٤٧، حيث ربطت مقالات المجلة بين فكرة قيام الساعة التي وردت في الأديان السماوية وبين انتشار الاستراتيجيات النووية في العالم، بمعني أن اندلاع حرب نووية سوف يؤدي إلي قتل ١٠٠٪ من البشر في إشارة إلي انقراض الجنس البشري ونهاية الدورة الحالية للكون، حسب التفسير العلمي الذي تترجمه الأديان إلي مصطلح نهاية العالم أو يوم القيامة.