مساحة إعلانية
رجل لم يعرف إلا الانتصار للمبادئ والمصلحة العامة وعاش طوال عمره بمبدأ وضعه لنفسه حينما قال: "أضع نفسي في المرتبة الثانية بعد المصلحة العامة"، إنه الرجل الذي عارض الجميع من أجل مبادئه الاشتراكية أبو العز الحريري، والذي رحل في مثل هذا اليوم 3 سبتمبر 2014.
عارض أبو العز الحريري الرئيس الأسبق أنور السادات، وسُجن في عهده عدة مرات، وعارض الرئيس محمد حسني مبارك، وبالطبع عارض الإخوان، الذين اعتدوا عليه لفظًا وجسدًا إلا أن ذلك لم يثنيه يومًا عن مواجهتهم.
كان من أشد المعارضين لاتفاقية كامب ديفيد، ووصفها بالخيانة في حق الشعب المصري.
فاز في الانتخابات البرلمانية عام 1976 عن دائرة كرموز في الإسكندرية، وفصله البرلمان بسبب تأييده ومشاركته في الاحتجاجات العمالية، وعاد للبرلمان مرة أخرى في دورتي 2000 و2011.
في عام 2009 خاض انتخابات رئاسة حزب التجمع ضد رفعت السعيد، وبعد نجاح "السعيد" تم فصله من الحزب، ليؤسس بعدها مع بعض رموز اليسار، حزب التحالف الشعبي الاشتراكي.
ترشح للانتخابات الرئاسية عام 2012، وعارض حكم الإخوان وقال عن حكم الجماعة: "إنها تحكمنا بمنطق البقاء للأقوى، وقال إن عهد الإخوان هو عصر اغتصاب الدولة.
كان من أسرع السياسيين المبادرين للمشاركة فى ثورة 25 يناير فور انطلاقها، ولم تمنعه حالته الصحية من مشاركة المتظاهرين فى الإسكندرية فعالياتهم، سواء فى المسيرات أو الاعتصامات المختلفة فى الإسكندرية والقاهرة.
وبعد تنحي الرئيس السابق محمد حسني مبارك، احتفل الحريرى بذلك الحدث فى ميدان التحرير، وظهر أعلى منصة شارع طلعت حرب، خلال مناشدته الشباب بعدم مغادرة الميدان لحين استكمال إسقاط النظام.
وانتخب لعضوية مجلس الشعب لدورة 2011 عن تحالف «الثورة مستمرة»، وخاض معارك عديدة تحت قبة برلمان «الإخوان».
«مكتبة عرابي» لبيع الأدوات المكتبية والدراسية بشارع الترام بمنطقة محرم بك، هي مصدر دخله الوحيد وهي صالون وملتقى ثقافي، ومقر لمسرح عمليات الحشد لتظاهرات، خاصة قبل ثورة يناير، ضد سياسات مبارك وتوريث الحكم لنجله.
قال الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل، عنه في كتابه خريف الغضب: “قابلته وكان معنا فى سيارة الترحيلات القائد العمالى البارز أبوالعز الحريرى، الذى هون علينا الرحلة”.