مساحة إعلانية
10 سنوات على رحيل صاحب الكلام الحاسم وين ما يمر، الشاعر الذي خضع الجميع لقافيته، وكان يؤمن بما يقول لذلك لم يبد في أي يوم ندمًا على أي هجاء شعري وجهه لأحد، إنه أبو النجوم أحمد فؤاد نجم الذي لم يكن هناك أحدًا بعيد عن سهام شعره أبدًا.
نشأة نجم جعلت عوده صلبًا، فمع النظر للمناخ السياسي العالمي الذي ولد فيه من نحو حركات تحرر، وسطوة نموذج جيفارا وغيره، فإن العوامل الأسر كانت الأكثر واقعية في تشكيله.
كان ضمن 17 ابنًا لم يبق منهم سوي 5 والسادس فقدته الأسرة ولم يره، وخرج من الملجأ وعمره 17عامًا وعاد لقريته راعيًا للغنم وسرعان ما هرب منها لجحيم آخر فجاء للقاهرة عند أخيه الذى لم يمهله كثيرًا وطرده فعاد لقريته.
ليس كل من ذاق مرارة السجن فاجومي، فياما فى الحبس مظاليم، لكن مسجون مظلوم وصاحب قولة حق أيضًا، ووطنى يساعد الفدائيين ضد الإنجليز وثورى اشترك فى المظاهرات التى اجتاحت مصر1946، وشكلت منها اللجنة الوطنية العليا للطلبة والعمال.
كان السجن أيضًا عاملًا راسخًا في تشكيل وعي نجم، وتبقى رحلته مع رفيق دربه الشيخ إمام عاملًا مميزًا أيضًا في مسيرته.
ويقول نجم عن رفيقه إمام إنه أول موسيقى يدخل المُعتقل بسبب موسيقاه وإذا كان الشعر يمكن فهم معناه فهل اكتشف هؤلاء أن موسيقى إمام تسبهم وتفضحهم.. وقد انفصل الثنائى بعد فترة واتهم الشيخ إمام قرينه أحمد فؤاد بأنه كان يحب الزعامة وفرض الرأى وأنه حصد الشهرة بفضله ولولاه ما كان نجم.
أيد عبدالناصر وعارضه واعتبره المتسبب فى نكسة 67 ودخل السجن فى عهده إلا أنه حينما مات قال «لما مات عبدالناصر بكته أم نجم ونجم أيضًا».
ورغم هجومه على عبدالناصر ودخول المعتقل فى عهده فإنه قال إنه سامحه إلا أنه رفض أن يُسامح السادات الذى دخل أيضًا المعتقل فى عهده عدة مرات وقال «غفرت النكسة لعبدالناصر، ولكن لا أستطيع أن أغفر للسادات، كنت مع اغتيال السادات للأسف الشديد لأنه وصل لدرجة أنه كان يخرج فى الراديو والتليفزيون ويحرض الشعب المصرى على بعضه، ويقول اقتلوهم حيث ثقفتموهم».
أحب الحشيش جدًا لكن الأصلى فقط وابتعد عنه بسبب غش التجار له وليس لأنه مضر، واعتبر أن الفياجرا والموبايل أعظم اختراعات العالم، باعتبار أن الفياجرا ساعدت أنصاف الرجال أن يصبحوا رجالًا والموبايل كان وسيلة خلع مبارك.
نهاية الثائر الصادق كان لابد أن تكون ثورية فآخر أمسية أحياها كانت فى الأردن تضامنًا مع الشعب الفلسطينى المُناضل، وبعدها عاد للقاهرة ومات فيها وشُيعت جنازته من مسجد الحسين.. فمن مسجد الثائر شيع الثائر