مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

منبر

الرأي الحر

هبه حرب تكتب : سرقة متحف اللوفر.. هل تعاقب باريس بسبب فلسطين

2025-10-20 23:56:48 - 
هبه حرب تكتب : سرقة متحف اللوفر.. هل تعاقب باريس بسبب فلسطين
هبه حرب

شهدت فرنسا واقعة سرقة مثلت صادمة للعالم أجمع، حيث نالت أيدي اللصوص من متحف اللوفر العريق، في عملية سطو منظمة، لم تستغرق سوى دقائق معدودة. 

وبحسب ما أفادت وكالات الأنباء الفرنسية الرسمية، فإن السرقات، شملت مجوهرات ملكية تعود إلى حقبة نابليون، إنها تمثل قيمة تراثية كبيرة، وتوصلت التحقيقات إلى أن أحد حراس المتحف تورط في مساعدة السارقين، من خلال تسهيل عملية السطو، و تقديم بعض المعلومات لهم. 

لكن المتابع للمشهد في عاصمة الجمال، يجد أن الكوارث تتوالى فرنسا، ما بين تظاهرات و إحتجاجات، ودعوات لإسقاط الحكومة وصلت لإستقالة رئيس الوزراء الفرنسي بعد أقل من 24 ساعة على تعيينه، بجانب الإضرابات و الإحتجاجات من مجموعة السترات الصفراء. 

حتى وصل الأمر إلى سرقة مجوهرات ملكية تعود لحقبة نابليون من متحف اللوفر في باريس، وهذه الأمور التي لا تجتمع صدفة، تظهر المشهد، وكأن هناك من يريد تأديب فرنسا على مواقفها السياسية و رؤيتها، و على رأسها إعترافها بـ دولة فلسطين، و موقفها الواضح من القضية الفلسطينية وإقرارها لحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته.

فـ فرنسا التي أصبحت ترى أن حلف الناتو لم يعد مفيداً لـ أوروبا، كما أصبحت تقود إنفصال أوروبي في المواقف عن الحليف الرئيسي الولايات المتحدة الأمريكية، كما إنها شكلت رؤية لإستقلال باريس عن التبعية الأمريكية والخروج من هذه العباءة، أصبحت تبحث لنفسها عن موطىء قدم بعيد عن النفوذ الأمريكية، وتبني شبكة علاقات تقوم على مصالح فرنسا دون الاكتراث بالمصالح الأمريكية. 

ولم يكن أمر إستقلال فرنسا عن النفوذ الأمريكية محض صدفة ، أو وليد اللحظة، بل مر الأمر بـ عدة محطات فاصلة، لعل أبرزها الأزمة الأوكرانية التي رأت أوروبا وليس فرنسا فقط، أن الولايات المتحدة الأمريكية لم تنتبه لمصالح وأمن القارة الأوروبية بقدر إهتمامها بما تحققه من مصالح و منافع تعود على أمريكا فقط، ولم يكن هذا الأمر فقط، بل الرسوم الجمركية التي بغتت واشنطن العالم بها و لم تستثني حليفها الأوروبي من هذه الرسوم المجحفة. 

كل ذلك دفع باريس للسير نحو الإستقلال بخطوات ثابتة، حتى تبلور الموقف الفرنسي بشكل أكثر وضوحاً بالرفض الصريح لدموية إسرائيل ضد المدنيين العزل في قطاع غزة، مما دفع فرنسا لتقود حملة دولية للإعتراف بـ دولة فلسطين، و حق الفلسطينيين في إقامة دولتهم، وهو النقطة التي تعد محورية في الصدام الخفي والمعلن بين واشنطن و باريس. 

وقد يرى البعض أن هذا التحدي هو ما دفع الإدارة الأمريكية للتراجع عن الدعم الغير مشروط لدولة الإحتلال الإسرائيلي، وغير في موقفها كثيراً لترضخ أخيراً لوقف هذا العنف الذي تم ممارسته على مدار عامين ضد الفلسطينيين في قطاع غزة. 

لذا، فإن فرنسا ستواجه كثيراً من المشكلات والعقبات، من أجل إغراقها في مشكلات الداخل الفرنسي ، لعدم التفرغ لتحقيق رؤيتها الخارجية، و المؤكد أيضاً أن العقاب لن يقف عند فرنسا فقط، بل سيمتد إلى سائر بلدان أوروبا التي ستتبع نفس خطواتها ، و ربما إسبانيا و بريطانيا حين تحين الفرصة أقرب الأهداف في مرمى النيران الأمريكية.

مساحة إعلانية