مساحة إعلانية
مر عام كاملاً على طوفان الأقصى الذي أطلقته كتائب القسام الذراع العسكري لـ حركة حماس في 7 أكتوبر 2023، ولا شك أن الجميع انبهر بما قامت به المقاومة بـ مقومات بسيطة و تنظيم العملية و الإرتباك الذي أحدثته للكيان المحتل.
ولكن هل حققت العملية نجاح ملموس للقضية الفلسطينية على أرض الواقع ، لاشك أنها نجحت في تحريك القضية الرئيسية للمنطقة ، كما أنها نجحت في كشف عنف و دموية الكيان المحتل.
كما نجحت في جذب تعاطف و مناصرة ودعم الشعوب الأوروبية و الغربية تجاه القضية الفلسطينية ، وأوضحت أمامهم مدى عدم إحترام الكيان لـ كل المواثيق والأعراف الدولية والإنسانية، حتى أصبح في صدام صريح مع كل المنظمات الدولية المعنية بـ حقوق الشعب الفلسطيني في غزة بـ الحياة ، وبات أعضاء هذه المنظمات أهداف للكيان في استهدافاته المسلحة.
وبالرغم من ذلك ، فـ لم يجني الشعب الفلسطيني ولا القضية الفلسطينية من طوفان الأقصى ، سوى مزيد من الشهداء و المصابين، و دمار شبه شامل لـ قطاع غزة ، التي أصبح أهلها يعانون من إنهيار كافة الخدمات و ندرة المواد الغذائية ، بجانب تدمير كامل للبنية التحتية والمرافق الطبيبة ، فـ بات أهل قطاع غزة ضحايا بين ويلات الحرب و نيران الكيان.
ولم يقف الأمر عند هذا الحد ، بل اتسع الصراع الذي حذر عقلاء العالم وعلى رأسهم مصر، من خطورة اتساعه ليس فقط على مستوى منطقة الشرق الأوسط و لكن على العالم أجمع ، حيث إلتهم هذا الاتساع لبنان ، التي أصبحت ساحة جديد لتنفيذ ضربات جنونيه من الاحتلال تشمل معظم أراضيها ، في جنون ينم عن وحشية مفرطة من الكيان المحتل، الذي لم يخفي أطماعه في التوسع على حساب الأراضي اللبنانية.
فيما طالت نتائج العملية انتهاكات مستمرة للسيادة في سوريا، وضربات متتالية لـ اليمن، جراء استهدافها للكيان بـ مسيرات، بجانب استهداف السفن التجارية التابعة للـ كيان أو التي تقصد موانيه.
وعلى أثر ذلك، فإن عملية طوفان الأقصى لم تحقق مكاسب ملموسة لـ القضية الفلسطينية ولا الشعب الفلسطيني ، ولكن أوجدت الآلاف من الشهداء و المصابين في فلسطين و لبنان ، والدمار الواسع في كلاهما ، بجانب احتقان الأوضاع في المنطقة بـ الكامل.