مساحة إعلانية
من التاريخ الحلقة (١٨٧)
من أشهر الصحابيات السابقات فى دخول أول الإسلام "أم أيمن " ، ، قيل إنها أسلمت مبكرا بعد خديجة ، وعلىّ ، وزيد (رضى الله عنهم ) . . و كنيتها "أم أيمن "، ومن ألقابها " مولاة " رسول الله ، و " حاضنة" رسول الله و "أمَة " رسول الله ، و " مربية " رسول الله (صلى الله عليه وسلم )
واسمها " بركة بنت ثعلبة بن عمرو ، كانت قد غنمتها قريش ممن جاؤوا يريدون هدم البيت ، فكانت مولاةً لعبد الله بن عبد المطلب والد النبى محمد ، ولما توفى عبد الله ، ورثها محمد بن عبد الله عن أبيه - على عادة العرب - وعندما كانت السيدة آمنة، حاملا بمحمد(النبى صلى الله عليه وسلم ) اعتنت بها "بركة "، وشهدت ولادته ، وهى تعتبر الإنسان الوحيد الذى رافق رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) منذ ولادته وحتى وفاته(صلى الله عليه وسلم)
وبعدما وضعت آمنة مولودها، أخذته أم أيمن واحتضنته (عدا فترة الرضاعة عند حليمة السعدية ) ، حتى بلغ أشدّه، ، وعندما بلغ السادسة من عمره ، اصطحبته أمه ، فى زيارة لأخوال أبيه ، ولزيارة قبر أبيه -لأول مرة - وكانت ترافقهما " أم أيمن " لكى تقوم برعاية الطفل ، ولكن "آمنة " مرضت - فى طريق العودة - و وافتها المنية ، فتعاون محمد بن عبد الله مع أم أيمن على حفر قبر أمه ، ودفناها ، وعادت به أم أيمن إلى بيت جده عبد المطلب . كان محمد (صلى الله عليه وسلم) يعدّها من أهله، وكان يناديها (يا أَمّه) ، وأعتقها عقب زواجه من خديجة، و زوّجها من عبيد بن الحارث الخزرجى بمكة، الذى انتقل إلى يثرب ، ومات هناك بعد أن أنجبت منه ابنهما " أيمن" ، فصارت تكنى بـ"أم أيمن "، و كان لابنها "أيمن " هجرة وجهاد
و فى حادثة الإفك ، عندما سألها رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عن عائشة ، قالت : حاشا سمعى وبصرى أن أكون علمت أو ظننت بها قط إلا خيرا
وبعد استشهاد زوجها عبيد، قال النبى (صلى الله عليه وسلم ) : "من سرّه أن يتزوّج امرأة من أهل الجنة ، فليتزوّج أم أيمن " (وبذلك صارت من المبشرين بالجنة ) ، تزوجها زيد بن حارثة ، وأنجبت له أسامة بن زيد( ابنها أسامة أصغر قائد جيوش فى الإسلام ، وزوجها "زيد " هو الشخصية الوحيدة التى ذُكرت بالاسم فى التنزيل العزيز) .. !
وأسامة هو حِبّ رسول الله ، وابن حِبّه ، وتلك منزلة فريدة يغبطه عليها سائر المسلمين ، وكان النبى يٌقعد أسامة على فخذه ، و يُقعدالحسن على الفخذ الآخر، ويقول " اللهم أحبّهما فإنى أحببْـتهما " فتساوى أسامة فى الحب مع الحسن ( رضى الله عن كل الصحابة) ..!
أم أيمن هاجرت مع المسلمين الذين هاجروا إلى الحبشة ، وهاجرت كذلك إلى المدينة مع عائشة (رضى الله عنها ) وباقى أهل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ، حيث بعث النبىّ من يأتى بهم ( فنالت الهجرتين) ، و خرجت يوم أحد ، لسقاية الماء ، ومداواة الجرحى، ولما رأت فرار الرجال فى المعركة ، كانت تحثو التراب فى وجوه الذين فروا ، وتقول لبعضهم " هاك المغزل وهات سيفك " - تقصد : خذ مغزل النساء ، واعطنى سيف الرجال ..!
وشهدت عددا من الغزوات ، منها : أحد وخيبر وحنين ، و دافعت عن النبى محمد بالسيف لما رأت الناس تفرّ من حوله ، وبقيت أم أيمن ثابتة هى وابنها فى جوار رسول الله ، وظل أيمن يقاتل ، و نال الشهادة فى يوم حنين
أم أيمن توفى زوجها الأول فصبرت ، وتوفى ابنها فصبرت ، ثم توفى زوجها الثانى زيد بن حارثة فى موقعة مؤتة ، فاحتسبت ، لكنها عندما توفى رسول الله ، وأتاها أبو بكر وعمر يزورانها، فلما رأتهما بكت وأبكتهما لبكائها(رضى الله عنهم أجمعين )
ماتت أم أيمن -فى بداية خلافة عثمان بن عفان (رضى الله عنه) -
وصُلّى عليها ، ودُفنت فى البقيع ..
أقرأ أيضا:
الشاعر والباحث عبد الستار سليم يكتب: سيدة الأمهات "آمنه بنت وهب" أم الرسول صلي الله عليه وسلم
الشاعر والباحث عبد الستار سليم يكتب: من التاريخ