مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
رشيقة جدا، جميلة حد التطرف، بيضاء كالثلج ،حيوية كأرنب بيضاء ، تقفز من مكان الى آخر هكذا العجوز (ص).، اما العجوز (ن) فهي ممتلئة ،بدون ابتذال، حركتها بطيئة ،نظراتها حادة كسيف مقاتل شرس، والعجوز الثالثة (ق) ثرثارة جدان ، لكن جمالها يغفر لها كل ذنوب الثرثرة. رحم الله علماء الجمال على الرأي غير المنطقي. من هنا تبدأ يوميات (ف) الذي وجد نفسه صدفة بين هؤلاء النسوة(....) لم يستطع يوما ان يصفهم بالعجائر ،خوفا وطمعا.. يلاحقنه في عمله وخارجه... يوميا من السبت الى الجمعة. العجوز (ص) هي الاكثر حدة في التعامل معه:
_لا تبتعد كثيرا، وقتك محدد ب(٤٥)دقيقة ،اذا اصبحت (٤٦)سوف ازلزل الارض من تحت اقدامك، احذر ياعزيزي، فأنا وجدتك كي تكون امام عيني ، افهم ذلك جيدا يا(.....).
لكن (ف ) يتمرد عليها بابتساماته التي تعشقها كثيرا، تتأفف منه بلا تردد ،تشهر سلاحها الفعال .. نظراتها الحادة بوجهه، هكذا تتعامل معه العجوز (ن) ، تختلف عنهن كثيرا ، تحب الحوارات الهادئة والهادفة البناءة ، حين تصغي لحديثها ستجد نفسك في رحلة ممتعة ، وكأنها من مجانين عشاق دستوفسكي ،وهو يطلق عليها في السر بالعجوز المتفلسفة (ق)، كل ذلك لا يغفر لها ،ان تكون خارج دائرة العجائز اللا مرغوبات . من حسنات العجائز الثلاث الجميلة.انهن يحملن قلوبا بيضاء، افنين زهرة شبابهن في انجاز اعمال الدائرة ، وخدمة الناس والمحافظة على حقوقهم، كل هذه الحسنات جعل (ف) يحتمل غيرتهن ،حتى انه كان يطلق عليهن ولادات الغيرة، وعجائز البين. عندما يخلو مع نفسه ، وهو بعيدا ماديا عن احضانهن، تجتاحه الاسئلة:
_لماذا هذه المعركة المستمرة الطويلة منذ الحرب التقليدية حتى الحرب الناعمة التى نشهدها الآن ؟
بعد تفكير مطول واستشارات واستخارات، توصل ان هدف العجائز الثلاث ،منعه من الوصول ولو بالتفكير إلى مملكة الراحة (س)... انها رحلة عسيرة كلفته الكثير من التضحيات ،وهي وجوه تطارد الحب.
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
