مساحة إعلانية
منذ أن فرض نظام الملالي نفوذه على إيران عقب الثورة الإسلامية الإيرانية ، وإنهاء نظام الشاه في إيران، وفقدت طهران روابط علاقاتها بـ محيطها الإقليمي.
قبل نهاية سبعينيات القرن الماضي، كانت إيران تحكم بـ نظام الشاه ، الذي كان يحافظ على علاقات جيدة مع دول الجوار و خصوصاً الدول العربية.
فقد كانت إيران في هذه الفترة ترتبط بـ علاقات جيدة بـ محيطها الإقليمي، فـ على سبيل المثال تزوج شاه إيران محمد رضا بهلوي من الأميرة فوزية شقيقة ملك مصر فاروق الأول ، كما كانت العلاقة جيدة أيضاً بين بهلوي شاه إيران و الرئيس السادات، حتى أن الشاه أرسل بارجة نفط إلي مصر إبان حرب أكتوبر 73 ، مما أدى إلى ترحيب الرئيس الراحل السادات بـ إستضافة الشاه ،عقب قيام الثورة الإسلامية التي أطاحت بـ نظام حكمه، و نتج على إثرها نظام الملالي الذي يفرض نفوذه في إيران منذ 1979 وحتي الآن .
والجدير بالذكر أن شاه إيران محمد رضا بهلوي توفي في مصر عام 1980، وقد أقيمت له جنازة عسكرية حضرها الرئيس السادات، وتم دفنه في مسجد الرفاعي.
ولم ينس نظام الملالي هذا الموقف، و ساءت العلاقات المصرية الإيرانية، وأصبحت العلاقات بين القاهرة وطهران ما بين العداء أو الفتور في ظل سيطرة نظام الملالي.
هذا ولم تفقد إيران علاقاتها الإستراتيجية مع مصر فقط، في ظل حكم نظام الملالي ، بل ساءت علاقاتها بـ المملكة العربية السعودية ، نتيجة الصراع المذهبي بين البلدين، و الحوادث التي تحدث من الإيرانيين في مواسم الحج والعمرة، حتى المصالحة بين الرياض وطهران التي تمت في 2023 برعاية بكين ، بالرغم من ذلك ، إلا أن المراقب لـ مواقف البلدين يري أن هناك حالة من الندية و الترصد فيما بينهم، رغماً عن المصالحة.
كما اصطدمت إيران في ظل حكم نظام الملالي، بـ دول الخليج ، ما بين أطماعها في إحكام السيطرة على الخليج العربي الذي تتمسك بـ تسمية الخليج الفارسي، بجانب أطماعها في التوسع على حساب دول الخليج ، سواء بـ الإحتلال أو تغذية إنتشار المذهب الشيعي بها، من أجل إستغلالهم في الإستئثار بمقاليد السلطة ، أو إشعال الثورات في هذه الدول.
وما يؤكد ذلك هو دعم إيران لـ أصحاب المذهب الشيعي في مملكة البحرين، و مساعدتهم لنشر مذهبهم في أوساط الشعب البحريني، حتى وصلت الأمور لدفعهم للقيام بثورة ضد النظام البحريني في 2011، والتي باءت بالفشل ،وذلك بجانب محاولاتها لـ دعم شيعة الكويت من أجل أن يكونوا عامل إزعاج لـ دولة الكويت.
وتأتي العراق التي جرتها إيران في حرب استمرت لسنوات طويلة، لم تجن العراق منها إلا فقدان قواتها العسكرية، ومن ثم أصبحت لقمة سائغة أمام الغزو الأمريكي، الذي أنتهي به المطاف لـ يترك العراق دولة مقسمة بين الطوائف والملل، كما فقدت قواتها العسكرية والإقتصادية.
والعامل المشترك أن نظام الملالي ، لم يهتم منذ سيطرته على مقاليد الحكم في طهران بـ علاقات جيدة مع محيطها الإقليمي والعربي، بل سعت بكل قوة إلي إثارة القلائل في الدول العربية من أجل توسيع نطاق نفوذها.
وفي إطار تنفيذ هذا المخطط، تخلت إيران في ظل حكم نظام الملالي ، عن الحفاظ على علاقاتها بـ محيطها الإقليمي، و إستبدلت ذلك بـ الاستعانة بـ أذرع في المنطقة كـ حزب الله في لبنان و سوريا و الفصائل المسلحة في العراق التابعة لـ إيران و أبرزهم قوات الحشد الشعبي، الحوثيين في اليمن ، وغيرهم من التنظيمات التي تسير بـ أمرت نظام الملالي في إيران.