مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

منبر

المبدعون

نسمات

2023-08-24 10:16 PM - 
نسمات
تسنيم عبد الحليم
منبر

 تسنيم عبد الحليم         
من هنا، وجدت بوابةً كبيرة الحجم، عالية الارتفاع، عبرتُها بتردد، فأنا لا أعرف أحدًا هنا، أوقفني حارس البوابة  كان قوي البنيان غليظ الكلام، سألني: 
 ــــ إلى أين أنتِ ذاهبة؟
قلتُ مندهشة: 
ــــ إلى المكتبة المركزية.
ــــ وما سبب الزيارة؟
أجبتُه:
ــــ المنحة المقدمة من الجامعة.
فكر قليلًا، ثم سمح لي بالدخول. 
سِرتُ بضعة أمتار ودخلت ثم نظرت عن يميني وعن شمالي حتى وجدت السلم، صعدتُ درجة درجة، وأنا أحدث نفسي، نعم إنه النجاح عبارة عن درجات يجب صعودها درجة درجة.
وأخيرًا وصلت إلى قاعة المنحة، لا أستطيع أن أحدد أيًا من الغرف توجد بها  المنحة، لكن شيئًا ما جذبني لهذه الغرفة تحديدًا، فدخلتُها، وسألتُ الجالس على مقعد المُحَاضِر:
ــــ هل هنا منحة التدريب الخاصة بالقصة القصيرة؟ 
أجابني الرجل ذو الابتسامة الهادئة، الذي عَلِمتُ فيما بعد بأنه القائم على منحة التدريب، وقال:
ــــ نعم تفضلي...
من عادتي أني أنظر إلي الشخص الذي يحدثني كي أفهمه، حتى يمكنني التحاور معه، لاحظتُ في كلامه خبرة وحكمة وتواضع ولين قول.
نظر إليَّ بابتسامة مشجعة، كأن بينه وبين الله سرًا، أعرف تلك الابتسامة، لا يمتلكها إلا الأسوياء من البشر، فهي تعني الكثير لي ومنها الرضا لما هو عليه.
قال:
ــــ هل لديكِ كتابات لنستمع إليها؟
قلتُ مرحبة:
ــــ نعم.
قرأتُ ما كنتُ قد ظننتُه خاطرة وليس قصة، ومع ذلك لم يوبخني، وقال:
ــــ هذه بداية مبشرة.. أحسنت.
وقال بشيء من الحكمة والرقي:
ــــ أريد أن ألفت نظركِ لشيء مهم.
قلتُ بشغف:
ــــ تفضل.  
 ــــ لا ينبغي أن تحتوي القصة علي وعظ أو نصيحة، اجعليها تتحدث عن نفسها.   
وابتسم لي ابتسامة أمل جعلتني أواصل الطريق. 

مساحة إعلانية