مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

منبر

الرأي الحر

ناصر كمال يكتب: صوت العقل (الثانوية العامة رعب لا ينتهي)

2024-08-16 14:00:17 - 
ناصر كمال يكتب: صوت العقل (الثانوية العامة رعب لا ينتهي)
ناصر كمال -كاتب
منبر


كل عام تأتي الثانوية العامة بقصص إنسانية مؤلمة أو قصص نجاح محفزة، ولكن في الحقيقة الجانب الحزين في قصة الثانوية العامة أكبر بكثير من الجانب المفرح فيها. ففي مصر، تعتبر الثانوية العامة من أهم المحطات التعليمية في حياة الطالب المصري، إذ تُحدد هذه المرحلة مستقبل الطالب الأكاديمي ومجاله المهني الذي سوف يقضي فيه أغلب حياته. وكذلك تحدد مركزه الاجتماعي والمالي، فيمكن لهذه السنة الواحدة والوحيدة أن ترفع من شأن طالب أو تقلل منه؛ ولهذا تسمي الثانوية العامة بـ”البعبع” لأنها تأتي ويأتي معها رعب لا ينتهي، وخاصة مع ظهور النتيجة.
 في الحقيقة، هناك أسباب كثيرة، ولكن السبب الرئيسي في رأيي هو ما يسمي بكليات القمة. فكليات الطب بفروعها والهندسة بفروعها تمثل غاية لمعظم الطلاب وذلك لمركزها الاجتماعي المهم ودخلها المالي الكبير كما يظنون. ولكن العين الفاحصة ستعلم جيدًا أن الطبيب الناجح والمهندس الناجح هم قلائل ويجب أن ينظر الطالب وولي أمره إلي سوق العمل جيدًا ليجد المناسب له ولقدراته. فكثير من رجال الأعمال وجدوا طريقهم عبر كليات أخري ومجالات مختلفة، ولكنهم حققوا النجاح لأنهم خططوا جيدا للمستقبل، واستفادوا من الفرص التي حصلوا عليها.
هذا فيما يخص الطلاب أنفسهم. أما ما يخص وزارة التربية والتعليم، فإن اقتصار الثانوية العامة علي سنة واحدة يجب أن يتوقف لأنه ببساطة يلغي ما بذله الطالب طوال سنوات عمره الدراسية كلها. والأولي هي أن تكون هناك نسبة من أعمال السنة تُأخذ من السنوات الثلاث للثانوية العامة، بجانب نسبة أخري للامتحان، ونسبة ثالثة لامتحان قدرات للكليات المراد الالتحاق بها. هذا الاقتراح قد يخفف الضغط علي أولياء الأمور حيث يتم توزيعه علي جوانب مختلفة.
بالقطع، الغرض من تركيز الشهادة في سنة واحدة هو تحقيق العدالة ومنع التلاعب في درجات أعمال السنة، وهذا وارد بالقطع. ولهذا يجب أن تُقتطع أعمال السنة من درجات الامتحان النهائي، والذي يجب أن تشرف عليه كل مديرية بنفسها وعلي مستوي كل المدارس الحكومية والخاصة، وبهذا تصبح العملية أكثر شفافية، مع درجات الامتحان ذاتها، وامتحانات القبول بالكلية. وربما تكون العملية معقدة قليلاً، ولكن التخلص من هذا العبء السنوي علي أولياء الأمور يستحق الجهد المبذول. فأرجو أن تنظر الوزارة لهذا الاقتراح بعين الاعتبار وفي إمكانية تحقيقه علي أرض الواقع من عدمه. وفي النهاية، ألف مبروك لكل ناجح ولمن لم يحقق حلمه، هناك دائمًا أمل في الغد.

مساحة إعلانية