مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

منبر

عالم السياسة

منذ 7 أكتوبر.. لماذا ندمت إسرائيل على صفقة «شاليط»؟

2023-11-11 12:15:00 -  تحديث:  2023-11-11 13:38:01 - 
منذ 7 أكتوبر.. لماذا ندمت إسرائيل على صفقة «شاليط»؟
جلعاد شاليط

كتب- سيد طنطاوي:

حتى قبل يوم 7 أكتوبر 2023، كانت إسرائيل تحكي وتتحاكى عن قدرتها الاستراتيجية في التفاوض وتدلل على ذلك بعقد صفقة قبل 12 عامًا استعادت فيها الجندي الإسرائيلي الذي أسرته حركة المقاومة الفلسطينية حماس، جلعاد شاليط.

الآن تتوارى إسرائيل خجلًا من هذه الصفقة، إذ أنها بعد ما يقرب من 12 عامًا صدرت خلالها لإعلامها وللإعلام العالمي المتواطئ مع الاحتلال أنها أخرجت فلسطينيين لم تطلبهم المقاومة ولا يعنوا شيئًا في المفهوم الصحيح للمقاومة، وأنها استعادت أحد أفضل وأغلى وأمهر جنودها "شاليط"، لكن كل هذا راح هباءً منثورًا، لأن أحد الأسرى الفلسطينيين المحررين في صفقة "شاليط" كان الرجل الذي أقام الدنيا ولم يقعدها يوم السابع من أكتوبر، ونفذ مقولته التي قالها: "سنحرق الأخضر واليابس، إنه يحيى السنوار، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، والذي كان المحرك الرئيسي وقائد معركة السابع من أكتوبر.

صاحب علامات على وجه الاحتلال

"السنوار" أصبح صاحب علامات على الوجه الإسرائيلي، ويكفي أنه أعطى الاحتلال درسًا تاريخيًا بأن محى 12 عامًا من الكذب الإسرائيلي، بأن صفقة شاليط، لم يكن فيها أحدًا مهمًا للمقاومة، لكن الرجل الذي وعد وصدق بأنه سيحرق الأخضر واليابس على إسرائيل قد فعلها حقًا، والآن تتمنى تل أبيب لو تعرف مكانه لأنها ترى فيها ثأرًا شخصيًا، وأصبح هناك في الداخل الإسرائيلي العسكري معركتان مع الفلسطينيين، الأولى مع المقاومة الفلسطينية ككل والثانية مع السنوار الذي تعتبره تل أبيب اليوم ألد أعدائها الأول، في تغير واضح للتكتيكات والأهداف العسكرية للاحتلال.

العودة لصفوف المقاومة

منذ خروج السنوار من معتقل الاحتلال في صفقة "شاليط" التي كانت برعاية مصرية، والرجل اتخذ مكانه في صفوف المقاومة قائدًا، متخذًا العديد من الخطوات التي كانت ولا تزال تؤرق العدو في منامه، ويصفه أنصاره بـ"الأسطورة الحية".

سر الرقم 1111

الأسطورة الحية يُرعب الاحتلال بكلمة، فمنذ عامين، وفي أثناء المفاوضات لتوقف الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة، خرج الرجل ليقول على إسرائيل التوقف عن اقتحامات الأقصى، وقال: على إسرائيل الاستعداد للمعركة الكبيرة إذا لم تتوقف عن مهاجمة الأقصى، وقال ذات مرة على إسرائيل أن تحفظ الرقم 1111، وظلت إسرائيل بموسادها ومخابراتها ومراكز دراساتها ومحلليها وخبرائها تدرس الرقم، لكن فاجئ القائد السنوار الاحتلال برشقة صواريخ على تل أبيب والأراضي المحتلة قوامها 1111 صاروخ وأحيا بها ذكرى الشهيد ياسر عرفات أبو عمار، الذي وصفه بأنه قائد المقاومة الفلسطينية، والذي رحل في مثل هذا اليوم 11 نوفمبر 2004.

من هو السنوار؟

السنوار من مواليد 1962 بمخيم خان يونس للاجئين جنوب قطاع غزة، وشارك في تأسيس الجناح العسكري لحركة حماس، وأسس وأدار "حركة مجد" (جهاز الأمن الداخلي) التي تعتبر شرطة حماس، ومكلفة-من بين أمور أخرى، بالقضاء على المتعاونين مع الدولة الإسرائيلية.

تخرج السنوار في الجامعة الإسلامية بغزة، حيث حصل على درجة البكالوريوس في اللغة العربية، وخلال مسار تكوينه الجامعي، ترأس "الكتلة الإسلامية"، الذراع الطلابي للإخوان المسلمين في فلسطين.

تجارب الاعتقال

اعتقل الجيش الإسرائيلي السنوار غير مرة، أولها عام 1982، وحُكِم عليه حينها بالسجن ستة أشهر بتهمة المشاركة في نشاطات أمنية ضد إسرائيل.

بعد نحو ست سنوات من الحرية، اعتقل القيادي الفلسطيني مرة أخرى وحكم عليه في 20 يناير 1988، بالسجن مدى الحياة أربع مرات، بالإضافة إلى حُكم بالسجن مدة 30 سنة، بعد أن اتهم بتأسيس جهاز أمني والمشاركة في تأسيس الجهاز العسكري الأول للحركة الذي عرف باسم "المجاهدون الفلسطينيون".

قضى السنوار 23 عاما معتقلا، إلى حين شملته صفقة تبادل الأسرى عام 2011، التي عُرِفَت إعلاميا باسم "صفقة شاليط"، الجندي الإسرائيلي الذي احتجزته حماس سنة 2006.     

مطلوب في واشنطن وتل أبيب

منذ بدء الحرب، وأكثر قائد ذُكر على لسان ضباط الاحتلال وتعهدوا بقتله هو يحيى السنوار، لكن يبقى مطلوبًا من قبل لدى الولايات المتحدة الأمريكية التي وضعته منذ عام 2015 على لائحتها السوداء "للإرهابيين الدوليين".

المثير أيضًا، أن إسرائيل استخدمت السنوار كمحاور، إذ كان مسموحًا له بالتحدث إلى قيادات حماس الذين أرادوا استبدال أكثر من 1000 معتقل فلسطيني مقابل شاليط.

والغريب وما يُفسر الغضب الإسرائيلي تجاه السنوار، أن الاحتلال اعترض على كثيرين من الأسرى الذين أرادت إسرائيل استبدالهم بـ"شاليط"، لكن السنوار لم يكن من الأسماء المعترض عليها.

الانتصارات المتتالية للسنوار على إسرائيل هي التي جعلتهم في حالة غضب ويريدونه بأي ثمن، رغم تصريح الرجل وخروجه للإعلان وقوله إنه لا يزال في غزة.

مساحة إعلانية