مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

منبر

المبدعون

منتصف الشتاء - قصة قصيرة

2023-08-19 21:00:14 - 
منتصف الشتاء - قصة قصيرة
نورهان رفعت

 نورهان رفعت 
نظر إلي ساعته فوجدها متوقفة، دار في أرجاء البيت أين ساعة الحائط، التلفاز لا يعمل، الغبار غلف المكان، الطعام بارد علي الطاوله يجاوره رغيف خبز.
 أراهن أنه جالس هكذا منذ ثلاثة أو أربعة أيام، ضحك رءوف ضحكة عالية وقال:
  ـــــ هكذا تكون حياة العازب لكنها لا تدوم. 
استعد وراح يهرول علي السلم ليخرج أمامه حسين ويعبر دون أي كلمة، وقف رءوف يتذكر حسين وكيف كان أعز أصدقائه لولا ذلك الشجار، حسين صديقي دائما ما يبادر بالصلح عندما أعود سأعتذر له. أكمل رءوف السير حتي وصل إلى العمل الذي يراه كفترة عقاب تمر بفعل الملل. كالعادة الزملاء مجتمعون علي أحد المكاتب يتناولون سيرة أحدهم تبًا لهم لن أنشغل بهم حتي ولو كان اسمي هو حلوى اليوم التي يلوكونها بألسنتهم. أتي موعد الانصراف وأخذ رءوف يجر قدميه، كيف يخبر حماته بأن سعر الموبيليا مرتفع جدًا؟ قبل أن يصل للشقه وجده عند الباب، تساءل في نفسه:
ـــــ تُرى ماذا يفعل حسين هنا؟ 
فتح الباب ومكث قليلًا وأنا مازلتُ متسمرًا في مكاني حتي خرج ومعه خطيبتي انزويت لكي أرقب ما يحدث. يمشون وأنا خلفهم خلسة، وأقول لنفسي لا بأس بهذا الفستان، لابأس بتلك الورود لكن حسين يا مسلمة يكاد يموت من الجوع كيف له بطلابات أمك؟ السماء أيضا غير راضيه أخذت تبصق عليهم ، ومع ذلك لم يتوقفوا تعثرت الشقراء عده مرات الي أن وصلت عند غابة يحتضن الورد بها أشواك الصبار ورءوف في دهشة هل ماتت حماتي تلك العجوز، قطع بكاؤها صوت أفكاره وصديقه الضخم ليس أفضل حالًا منها. عاد رءوف يفرق لحيته ويسأل: ألهذة الدرجة حسين يعشق حماتي أم أني لم استيقظ بعد؟ بعد أن تورمت قدماه من الانتظار قرر رءوف التدخل وبدا في الصراخ كيف تخبرين حسين ولا تخبرينني أجيبي؟، هل خرسَ البرد لسانك؟ لم يهدأ الغاضب إلا عندما قرأ علي المدفن عبارة "المرحوم رءوف خيري". وحسين يردد قولًا واحدًا: إن كان العمر فصل شتاء فأنتَ الآن في منتصفه.

مساحة إعلانية