مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

منبر

فــــن x فــــن

من «سارة» إلي «حالة خاصة».. مسلسلات السايكو دراما تثير الجدل دائما

2024-02-07 03:33:50 - 
من «سارة» إلي «حالة خاصة».. مسلسلات السايكو دراما تثير الجدل دائما
مسلسل حالة خاصة
منبر

- لدينا أفلام حققت نجاحات ضخمة وعقدة الخواجة مازالت

تتحكم في بيزنس المنصات


- مطلوب استثمار نجاح طه دسوقي ( بس بدون ما نحرقه)

ونسج خيوط الدراما بما يتماشي مع المجتمع المصري وقوانينه


إيمان بدر 

أثار مسلسل ( حالة خاصة) الذي عرض مؤخراً علي إحدي منصات الإنترنت حالة من الجدل ما بين من أشادوا بالعمل والأداء الرائع للفنان الصاعد طه دسوقي وما بين آخرين كشفوا عن أخطاء طبية تتعلق بعدم وجود الحالة المرضية التي تناولها المسلسل من الأساس وأنه قدم ما يشبه كوكتيل يجمع بين أعراض أكثر من مرض نفسي أو درجة من درجات التوحد، وبين الطرفين هناك من اهتم بضعف النسيج الدرامي وعدم وجود خيوط منطقية تربط الأحداث وتطور درامي مقبول للشخصيات، حتي وصل الأمر إلي إتهام من قام بتمصير العمل المأخوذ أو بالأدق المنقول من عمل أجنبي بالاستسهال والتعامل بطريقة القص واللزق ودغدغة المشاعر لتكون النهايات سعيدة ومبهجة علي عكس الواقع البائس لغالبية من يعانون من هذه الحالات.
هذا الجدل أعاد إلي ذهن كاتبة هذه السطور مسلسل تابعته قبل سنوات طويلة ينتمي أيضاً لنوعية مسلسلات الإعاقة الذهنية حمل عنوان ( سارة) قدمته حنان ترك قبل اعتزالها والنجم أحمد رزق، وحقق وقتها نجاح كبير حيث كان أول عمل يتناول حالة قيل إنها يطلق عليها ( العودة إلي وضع الجنين) ومرت سنوات تقترب من العشرين عاماً ومؤخراً خرج علينا من يتهم العمل بالترويج لأفكار هدامة بل وخيانة الأمانة المهنية، حيث خان الطبيب النفسي حسن ( أحمد رزق) مبادىء مهنته واوقع مريضته التي تمتلك عقل ومشاعر طفلة صغيرة في حبه، بل ووصل الأمر إلي إتهام الدكتور حسن نفسه بأنه بيدوفيللك، أي مريض بداء عشق الأطفال المحرم والمجرم إنسانيا وقانونيا.
وعلي ذكر القانون لماذا لا تهتم الدراما النفسية بتقديم عمل يتناول الإشكاليات القانونية والمجتمعية التي يقع فيها بعض المرضي، ولعلنا نتذكر مؤخرا حين واجه شاب مقيم في أمريكا إبن شخصية مصرية بارزة تهمة إرتكاب جريمة قتل، وقتها قال الخبراء بالشأن الامريكي أن القانون هناك لا يعاقب مريض الفصام لأن شخص آخر هو الذي ارتكب الجريمة علي غرار ( دكتور جيكل ومستر هايت) أو الفيلم المصري ( بئر الحرمان) لسعاد حسنى، ليبقي السؤال هو ماذا عن القانون المصري الذي يكتفي بعبارة مختل عقليا ربما لتبرئة مجرم قاتل عن عمد، هل يفرق القانون علي سبيل المثال بين مريض الفصام لكونه غير مسئول عن تصرفاته ومريض الهوس الاجرامي الدموي من نوعية قاتل نيرة أشرف، الذي حاول البعض وقتها إيجاد ثغرة لإنقاذه ولكن أساتذة الطب النفسي قالوا إن مريض الهوس العاطفي أو الجنسي الذي يتحول إلي ميول عدوانية دموية مسئول عن أفعاله مسئولية كاملة.
وعلي خلفية ذلك إذا كانت الدراما المصرية قادرة علي تغيير القوانين والتشريعات مثلما حدث مع أفلام مثل ( جعلوني مجرما)  و ( كلمة شرف) ومؤخراً مع مسلسلات مثل ( فاتن أمل حربى) و ( تحت الوصاية) وإذا كان بعض صناعها تستهويهم الدراما السيكولوجية فلماذا لا يبذل أحدهم بعض الجهد في البحث عن حالات حقيقية ( من لحم ودم) تواجه مشكلات ملموسة داخل المجتمع كالأشكاليات القانونية أو الظروف الاجتماعية والاقتصادية ليتم استثمار نجاح هذه النوعية من الدراما التي مازالت طازجة وجديدة علي المجتمع لإحداث حالة حراك ونقاش، قد تصل إلي تغيير قانون أو إصدار قرارات واتخاذ إجراءات تسهل حياة هؤلاء الناس في ظل رئيس مصري يولي كل الاهتمام لذوي الاحتياجات الخاصة والفئات المهمشة والمظلومة مجتمعيا.
وفيما يتعلق باستثمار النجاح طالبت بعض الآراء أيضاً بتركيز الضوء علي الموهوب الشاب طه دسوقي وبالفعل علينا أن نهتم بكل موهبة جديدة ومختلفة ولكن دون أن نفتح الحنفية في الفترة القادمة لنجد طه نازل منها حتي لا يحترق النجم ويضطر لإهانة موهبته بقبول أعمال دون المستوى.

مساحة إعلانية