مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

منبر

صحتنا

ماريا ميشيل تكتب: استراحة (تأثير حرارة الصيف علي الإتزان بالنفسي)

2025-06-05 04:16:19 - 
ماريا ميشيل تكتب: استراحة (تأثير حرارة الصيف علي الإتزان بالنفسي)
ماريا ميشيل
منبر

تدور دائرة الكون بخطي هادئة خفيفة.. وفي رحلتها تستوقفها عدة محطات لتقيم في ضيافة بطل لطيف.. يقف في استقابلها ومعه جمع لفيف.. يتقدمهم الشتاء ويتلوه الربيع ثم يعقبه الصيف ومن بعد ذلك الخريف.. لكلا منهم سماته التي اكسبته فئة محددة وتصنيف.. فهو الشتاء يطل علي الارض بثلوجه ومطره الكثيف.. الي ان يشرق طيف الربيع وينعش الكون بظله الخفيف.. ثم يسرع الصيف بحره السخيف.. فيكون الملاذ الريف وهواء المصيف.. ويكسر حدة هذا اللهيب هذا العاصف الخفيف الذي يهب به الخريف .. ويتغيرالمزاج بهذه التقلبات ويحتاج لاعادة توليف.. فيختلف نبض الشعور في كل فصل ويصدر دقات لكلا منها ايقاع وتعريف.. ففي الشتاء يأوي الفرد لدفء ذاته لتكون له حليف.. وتنطلق النفس بين خمائل زهر الربيع دون تكليف.. ثم يجعل الصيف المزاج حادا عنيف.. ليهدأ من  روعه الخريف  بتدريج هادئ طفيف .. وسنتاول بالمناقشة انعكاسات الحرارة علي الاتزان النفسي .
أكدت الابحاث العلمية الحديثة وجود علاقة بين حالة النفس من حيث الاتزان الانفعالي والمزاجي وبين التغييرات الجوية من خلال تأثيرات كهربائية ومغناطيسية كونية يتفاعل معها الجهاز العصبي للانسان  وتكون المحصلة النهائية تغييرات بيولوجية مع حرارة الصيف وبرد الشتاء.
ولوحظ  ارتباط حالة الطقس في فصول السنة مع حالة المزاج كما يظهر ذلك في تراث الأدب ، فنسمات الربيع تبعث العواطف الإنسانية الرقيقة، بينما حرارة الصيف وبرد الشتاء حالات ترتبط بالانفعالات النفسية الحادة، والخريف يرتبط  بالذبول والسكون.
و ثبت علميا  أن الجو الحار الرطب يجعل الشخص  أكثر قابلية للتوتر وتسهل استثارته  وتزيد معدلات العصبية والعنف، وكثير من الناس يفقدون السيطرة علي انفعالاتهم وينفذ صبرهم امام اقل ضغط  كما ان الطقس الحار يدفع إلي الكسل وضعف النشاط والتركيز ومن ثم يؤثرعلي الأفكار والسلوك مما يحدث اضطرابات مزاجية.
و اجريت دراسة لمدة 10 أعوام علي الجرائم في امريكا تبين ان معظم الجرائم حدثت في المواسم الحارة ،وان الجرائم الاكثر عنفا  كانت أكثر في المناطق التي تمتاز بدرجات حرارة أعلي اما الجرائم الأقل عنفا فتكون في المناطق والمواسم الأقل حرارة. أي ان هناك علاقة طردية بين العنف من حيث النوعية والكمية وبين درجة الحرارة من حيث الشدة والفترة الزمنية.
وفي الدراسات التي اجريت علي المساجين  تبين ان المشاحنات لدي المساجين تقل حين وضعهم في طقس معتدل اقل بكثير منها عند وضعهم في طقس حار.
 وكذلك بالنسبة للطلاب اجريت  دراسات علي الطلاب الذين يدرسون في مدارس حارة وجد ان نسبة الشجار بينهم عالية وايضا  تتدني معدلات التركيز والاستيعاب لديهم مقارنة بالمدارس معتدلة الحرارة..
و هكذا الحال بالنسبة للعمال وجد انه في البلاد الحارة تقل انتاجية العامل ونشاطه العام بينما يحقق العامل في البلاد الباردة معدلات انتاجية اعلى.
و هكذا تختلف فصول السنة وتختلف معها حالاتنا الشعورية فكل منها.
تأثيراته علي الاتزان الوجداني ويبقي الصيف اشدها اثرا.. فبمعرفة انعكاساته علي حياتنا النفسية نستطيع ان نواجه هباته الساخنة ونهيأ انفسنا مع تياراته العنيفة.
mareya2000@hotmail.com

مساحة إعلانية