مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

منبر

المبدعون

ليتها تعود - قصة قصيرة

2023-08-23 02:28:20 - 
ليتها تعود - قصة قصيرة
سلمى سلامة

سلمى سلامة
الساعة تدق الثامنة مساءً إنه موعد راحة دكتور خالد وتسليم فترته في المستشفى. 
على رائحة القهوة الجميلة التي تُحضر يدخل دكتور خالد غرفة الاستراحة ليستمتع بطعم القهوة مع نسائم البرد المنعشة والسماء الصافية، ولكن يعكر ذلك صفو هذه اللوحة دخول امرأة عجوز إلى المستشفى مع استياء شاب وعدم رغبته في مساعدة المرأة العجوز إلى وجهتها، بردت القهوة وتعالى صوت الشاب بامتعاض قائلًا: 
ــــ  كل يوم الجيران يتصلوا عليا واجي على ملا وشي علشان امي تعبانة وتكلمني وتعيط ،انا مالي كل شويه تعبانة تعبانه وتكشف والدكاترة بتقول معندهاش حاجة ، استفدت انا ايه دلوقتي من حجز الساحل اللي لغيته وراح عليا وفي الآخر مش هيطلع عندها حاجة.
ومع ذلك المشهد الذى تنخلع له القلوب تذكر خالد بكاء صديقه الدكتور محمود الذي يقيم في فرنسا حين كان يشكو إليه قسوة أخيه على أمه أيضًا. قام أحد أفراد الأمن بالنداء على الشاب لأن الطبيب المعالج يريده ولكن أبى الشاب ـــ باستياء شديد ـــ أن يلبي النداء. 
كرر أحد أفراد الأمن النداء مرة أخرى ولكن قبل أن يغضب الشاب قال له: 
ـــ البقاء لله... 
 تحول الشاب الغاضب الساخط إلى طفل صغير لا يكف عن البكاء، وكأن صاعقةً نزلت عليه وهو يقول:
 ــــ  خلاص واللهِ مش هزعلها تاني وهفضل جمبها علطول بس تفوق دلوقتي وترجع معايا، والله كنت فاكرها بتهزر. 
لم يعرف خالد هل يتعاطف مع الشاب الساخط أم الابن المنهار الذي فقد مَنْ تكون الجنة تحت قدميها. قطع تفكير خالد عقارب الساعة، وهي تتخطى العاشرة والنصف فبدا عليه الاستغراب فقد تأخر الدكتور محمود عن المكالمة اليومية فبادر خالد واتصل عليه، ولكن يُجيب الدكتور محمود بصوت متهدج لا تعرف الحروف مخرجها الصحيح، ويخبره بأن خبر وفاة والدته قد أتى إليه منذ قليل وهو الآن في طريق عودته إلى وطنه.
 

مساحة إعلانية