مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

منبر

قضايانا

كيف تتأثر مصر بما يحدث في النيجر؟

2023-08-08 23:09:57 - 
كيف تتأثر مصر بما يحدث في النيجر؟
النيجر

❐ خريطة الانقلابات في إفريقيا وخفايا العلاقة التبادلية

بين الفقر والحروب الأهلية

إيمان بدر تكتب:
( ليس الأول ولن يكون الأخير) تنطبق هذه العبارة علي الانقلاب العسكري الذي تشهده دولة النيجر الأفريقية حالياً، ليس فقط علي مستوي الدولة ذاتها ولكن فيما يتعلق بالقارة السمراء بشكل عام، حيث تعرضت القارة لأكثر من ٢٠٥ محاولة انقلاب ناجحة وفاشلة خلال الفترة منذ بدأت دولها تنال استقلالها في مطلع الستينات وحتي الآن، من بينها ٦ انقلابات خلال العامين الأخيرين وسابعهم إنقلاب النيجر الحالي الذي أطاح بالرئيس المنتخب محمد بازوم، واثيرت حوله المخاوف حول احتمالات تدخل فرنسا عسكرياً لإعادته، فيما حذرت كلا من مالي وبوركينا فاسو من هذا التدخل ووصفته الدولتان في بيان مشترك بأنه سيكون إعلان حرب من فرنسا علي كلا من مالي وبوركينا فاسو، التي كانت هي الأخري قد شهدت انقلاب عسكري مؤخراً أتي برئيسها الحالي إبراهيم تراورى.
أما عن النيجر فيؤثر توتر الأوضاع الأمنية بداخلها علي مصر بشكل مباشر، لأن لها حدود متاخمة مع ٤ دول هي الجزائر وموريتانيا وليبيا والسودان، وتكمن الخطورة في أن منهما دولتان لهما حدود طويلة مع مصر، كما تعاني كلا منهما أيضاً من انفلات أمني وعدم استقرار داخلي وضعف قبضة الدولة علي الحدود وهو ما يعني تدفق أعداد ضخمة من اللاجئين والعناصر الإجرامية والإرهابية عبر الحدود من النيجر إلي السودان أو ليبيا والتسرب إلي مصر في ظل توتر الأوضاع وتفشي الصراعات الداخلية داخل كلتا الدولتين، وهو ما يستفز المزيد من التنظيمات المتطرفة والعصابات الإجرامية وعصابات القراصنة وتجار البشر ومهربي السلاح والمخدرات في منطقة ملتهبة تعج بهذه العناصر.
وحول الارتباط المتبادل بين تفشي الفقر والجريمة في دول افريقيا وبين تكرار الانقلابات العسكرية بها، يؤكد الخبراء أن تدهور الوضع الاقتصادي لا ينفصل عن الاضطراب الأمني لأنه لا ازدهار بدون إستقرار، والعكس صحيح لأن غياب الأمن يؤدي إلي تدهور الاقتصاد وانتشار الفقر يساوي ارتفاع معدلات الجريمة بما فيها الجرائم الإرهابية والأعمال التخريبية، وبالرغم من أن القارة الأفريقية ثرية بمواردها البكر الطبيعية ولكنها تعاني من التدخل الخارجي في شؤونها ومن ثم تتكرر أحداث العنف والفوضي وتنشط التنظيمات المتطرفة والعصابات المسلحة التي لا تعتمد علي الدعم الخارجي فقط، ولكن تغذيها الثقافة القبلية والعصبية العرقية والطائفية ناهيك عن ارتفاع معدلات الفقر، حيث يقع أكثر من ٥٥٪ من سكان القارة تحت خط الفقر وتعاني غالبية دولها من حكم عسكري يقوم علي الانسداد السياسي وغياب الحقوق المدنية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية، ناهيك عن انتشار الأمراض والأوبئة الفتاكة وتدني الخدمات التعليمية والصحية وتواضع مستوي المؤسسات الأمنية والحكومية.

مساحة إعلانية