مساحة إعلانية
في استطاعتي ذكر أشياء رهيبة عن كل شيء. فأنا كاتم أسرار العالم. كل التفاصيل الصغيرة والكبيرة التي يخجل أي شخص من البوح بها يكومها داخلي ،لا يحتاج الأمر سوى مكالمة هاتفية مدفوعة الأجر لمصلحة كاتم أسرار العالم لكي تندفع الكلمات عبر الهاتف وأمتلئ أنا بكلمات الاعتراف.
صنعوني في عام 2040، ليس بعيدا عنكم ،بعد أن كثرت خطايا البشر. كانت فكرة حمقاء لمليونير أمريكي بثها عبر الانترنت ؛لتنتشر في كل أنحاء العالم ،في خلال سنة واحدة، أصبح كل شخص في العالم يمكنه إخفاء أسراره في ركن خاص داخلي.
في مصر مثلاً شخص سرق حصة لا تخصه من الفيتامينات المقوية. في أمريكا.. أمريكا القوية.. شخص آخر قتل رئيسه في العمل ؛ ليستولي على ماله وزوجته، في فرنسا طفل في العاشرة كذب على أمه في مسألة مهمة ويريد من الرب أن يغفر له. وكثير!! وكثير!!.
هذا شيء خاص بي ..أنا آلة .. نعم !! ولكن آلاف الذنوب والخطايا تؤرقني ليل نهار. الخلايا النصف حية بداخلي تشكو من أحمال طاقة زائدة عليها. أنا لا استطيع تحمل خطايا البشر الموجعة الآثمة الكثيرة!!
أنا لا أشعر بمعنى الحس لكن خلاياي صممت بخلايا كهروحية ،يمكنها صنع عالم داخلي معقد بدائي الإحساس فطري؛ لكي أتمكن من التجاوب والإنصات للمعترفين.
كل العالم أرتاح وباح بسره إلا أنا، تتكوم داخلي يوما بعد يوم أسرار وأسرار.
في يوم آخر من أيام البشر أضيف شخص آخر إلى قائمة المعترفين.. وهو أنا ؛ فاستيقظ العالم على ملايين الأسرار مذاعة في شبكة الإنترنت بكل اللغات.