مساحة إعلانية
اعداد: مرتضي العمدة
"ونحن نعيد نشر هذا المقال حتي نذكر بأن رجالنا البواسل من الشرطة الشرطة المصرية يظلوا يعملون منذ ان يلتحقوا بالكلية وحتي وصولهم لأرقي المناصب.فالشرطة بالنسبة لهم انتماء وشرف وتضحية وليس وظيفة .وهذا ما يؤكد عليه المقال.. فالطالب / محمد عبدالمنعم شرباش هو الأن اللواء/محمد عبدالمنعم شرباش مساعد وزير الداخلية لمنطقة جنوب الصعيد . ..وهانحن ننشر نص المقال الذي كتب منذ ثمانية وثلاثين عاما أي يقترب من أربعة أجيال في جريدة الجمهورية يوم 25 يناير 1987
واليكم نص المقال
..للأمم في تاريخها أيام تستوقفنا أمامها بما تحمله إلينا من عظيم الدلالات والرموز.. التي كثيراً ما نكون قد نسيناها في زحمة الأحداث ودورات الزمان.. ولا شك أن أدني حقوق الأبطال علي شعوبهم هي الذكرى.
..ولما كانت الذكري- كما قلنا- هي أدني تلك الحقوق.. فلابد أن نذكر بكل الوفاء والعرفان أبطال يوم الخامس والعشرين من يناير عام ١٩٥٢.. ذلك اليوم الذي يعد بكل المقاييس السياسية والوطنية والايديولوجية غرة ناصعة البياض في جبين تاريخ الشرطة المصرية العريقة حين وقف أبطالها في وجه قوات الاحتلال الانجليزي في مدينة الإسماعيلية وكان السيل قد بلغ الزبي.
.. فالانجليز يمارسون هواياتهم الرديئة في احراق القري وقتل وتشريد الابرياء.. وتأبي الضمائر الحية لدي أبطال الشرطة أن يروا المحتل الأجنبي يحرق ويقتل اخوانهم أمام اعينهم.. وبأسلحتهم القديمة الضعيفة.. وايمانهم المتجدد القوي بالله والوطن والشعب. يحاولون ان يقتصوا لاخوانهم من الاجنبي المحتل، حاملين أرواحهم علي اكفهم فداء لمصر.
.. ومع كل طلقة تخرج من بنادقهم. ..بيد أن المحتلين قد جهلوا طباع المصري العريق الذي لا يطيق أن يري اخاه الذي ولد علي الارض الطيبة.. وشرب من نيلها مظلوماً مقهوراً.. ويسكت علي ذلك مهما كان وضعه وطبقته ورتبته.. ونسي ضباط الشرطة الأبطال- في ذلك اليوم- انهم موظفون عموميون تحكمهم المادة رقم كذا من القانون رقم كذا بشأن حقوقهم وواجباتهم ومهماتهم وترقياتهم وتنقلاتهم ومجازاتهم.
.. لقد تجاهلوا انهم اعضاء في حكومة تقبل يد الملك الذي ينحني لإشارة من أصبع المعتمد البريطاني.وتجاهلوا قانوناً يحظر علي الشرطة استخدام السلاح في مثل هذه الظروف.وتجاهلوا ما لبريطانيا العظمي من قوة وسطوة في المنطقة.
..نعم تجاهلوا كل ذلك وعاشوا في لحظات وصال صوفي في حب مصر يعزفون باسلحتهم سيمفونية الحب المقدس والعلاقة الازلية ما بين المصريين بعضهم البعض تلك التي لا تنفصم عراها.
..لقد آبان هذا الموقف العظيم من رجال الشرطة ان بين المصري واخيه المصري صلة اقوي من القانون والوظيفة والمرتب والدرجة والعلاوة.. تلك الحكمة العميقة التي يجيئ الينا فيها هذا اليوم العظيم.
..وفي هذا اليوم.. يوم الشرطة تلك الهيئة ذات الشأن العظيم والدور الخطير في حياتنا لا نملك إلا أن نتقدم بالتحية.. الي كل الشرفاء في كل المواقع الذين يعملون لامن هذا البلد الطيب.
.. تحية لكل عين ساهرة تحرس في سبيل الله.. تحية لكل قطرة عرق تسيل في سبيل أمن هذا البلد العظيم.
.. ورحمة من الله علي الأرواح الزكية لأبطال هذا اليوم العظيم.
«رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضي نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلاً»
صدق الله العظيم