مساحة إعلانية
أسماء محمد
يسير منهكًا تتساقط قطرات العرق من جبينه، يحمل حقيبته الممزقة من أطرافها، لوَّح بيده قائلاً:
ـــــ مصر يا اسطا.
ــــ اركب
أخذ يبحث في جيوب بنطاله فلم يجد سوي جنيهات قليلة هي كل ما تبقي من راتبه، دفعها للسائق، ونظر أمامه فوجد فتاة مازالت في نضارة عمرها، تلقي ببصرها إليه وتعود إلي الأشجار التي تسير بجانب الطريق والسماء المليئة بالسحب وشعاع الشمس يتخللها وتطيل النظر إليها بعيون متلألئة.
وكان يتابعها وهو يبتسم لها رغم شدة إرهاقه فيجعلها تعاود النظر إليه رغمًا عنها إلي أن انتهي الطريق. نزل الرجل من العربة فوجد بعضًا من بائعي الخضار فاشتري ما يلزم البيت، ثم عاد ليصعد سلالم بيته المتكسرة، فتح الباب بمفتاحه القديم:
ـــــ السلام عليكم.
هجم الأولاد علي أبيهم، راحوا يعانقونه بشدةٍ، وعيناه تمتلئ بالدموع ، ويشرد.