مساحة إعلانية
مصطفى معاذ -الوادي الجديد
لا تستطيع أي كلمات أن تصف سعادة الشاعر عندما يكون أهل بلاده في سعادة ذلك أن الحلم الذي يعيش الشاعر من أجله في هذه الحياة ومنذ أقدم العصور هو أن يدافع عنهم بل وربما تكون الكلمة التي يقولها في مديح أهل بلاده أو هجاء من بجترأ عليهم من القبائل الأخري تقف جنبا إلى جنب مع سيفه البتار الذي يقطع رأس الفتنة وكذا السنة من يحاولون تشويه جمال تواريخ سطرها أهل هذه البلاد العريقة بالكفاح والصبر والعمل الجاد المستمر من أجل رفعة شأن هذه القبيلة والتي صارت بلادا واسعة بعد ذلك ومن ثم فإن فرحة عارمة تتناسب مع قدر الانتماء والمحبة كانت تنتشر في أرجاء وطن الشاعر متي عرفت القبيلة التي ولد فيها أن ابنها البار الغيور على ماضيها وحاضرها ومستقبلها قد لاحت عليه ملامح النجابة و خيلاء العبقرية الافراح تمتد والسعادة تمشي على راحتها في أرجاء بلاد الشاعر بل وتمد الولائم وكأننا نعيش في ظل وجود بطل أسطوري خارق يدافع عن بلاده في بسالة تجعل من الأمان الذي يحلم به الجميع أمرا طبيعيا متوافرا في زيادة مستمرة حتى أن بعض هذه النماذج التي كتبت في تواريخنا بطولاتها صارت مضربا للأمثال كانموذج يتعلم منه الأجيال معنى كلمة الانتماء للوطن وضرورة الحفاظ عليه بالنضال ولا حاجة لنا في أن نذكر سيرة عنترة بن شداد العبسي في الجاهلية ولا غيره ممن صارت بطولاتهم حكايات واساطير لها من كل طرف جمال.اتذكر ذلك الآن وقلبي من الحزن على مصاب الأوطان في مبدعيها وحبذا الشعراء قد ابيضت عيناه من الحزن حيث نام من رعي غنما في ارض مسبعة فتولي راعيها الأسد على حد قول الشاعر القديم وصار كل من يحاول أن تكون هناك روح مخلصة منتمية متجردة نبيلة طاهرة نقية صافية كذلك الذي يتحدث العربية في مواجهة مطرب مهرجانات تافه لا يمكن لأحد أن ينكر عليه أنه قد تغول على قلوبنا بسوء صوته وسيارته الفارهة الكثيرة التي قام بشرائها من أموال المعجبين بهذا الغثاء في ظل حضور كامل لغياب الرؤية.الشاعر في أزمنة ولت كان في مجلس الملوك والأمراء مكانه وفي قلوب وعقول أهل بلاده مكانته ولما تخلي عن دوره الأهم وهو الدفاع عن الاوطان وتذكير الناس بالمعاني التي يسعد بها الإنسان ويعرف كيف يمسك بالماء والنار معا دون أن ببتل أو يحترق ليصبح أهل بلاده في أعظم مكانة وارفع مكان.إن بعض ممن نراهم الآن في حياتنا التي نعيشها لا يمكن لواحد في هذا العالم أن يقيم لأجله الافراح .أو حتى يحزن عليه إن ولي أو راح فما كان من الممكن أبدا أن يكون في ما يطرحه بعضهم من قضايا تافة أو تجارب رخيصة تجعل منه ذلك الإنسان الذي يصلح أن يكون ضمير مجتمعه أو أن تكون هناك حاجة إلى مثل هذا الدعي الذي يترك معالي الأمور وبهتم بسفساها مهملا لدوره الأهم لاهيا سافل الهمة غير عابئ أن تكون أمته أعظم الأمم والأمانة تقتضي أن نقول أن هناك من النماذج المشرقة البهية في عموم الأوطان ما يجعلنا نتشبس بالأمل ولا ندفن التفاؤل في ذات المقبرة التي دفن فيها من تخلي عن دوره الأهم من مات وهو حي من أشباه الشعراء الذين كنا نحلم أن تصبح ما في قصائدهم ومحبتهم لبلادهم ما هو أهم مما يجعل الواحد منا يخجل من أن يذكر ما يشغلهم ولا يوجد لدينا الأوصاف ما يناسب ما يكتبه الواحد منهم في الوقت الذي تحتاج فيه بلادنا الغالية وأهلها الكرام إلي كل صاحب كلمة صادقة أو فكرة صائبة تبني ولا تهدم وتعمر الكون كله وتبصر وتنور وتلهم
في الأجيال القادمة عباقرة صغار وفي محبة بلادنا نحلم بأن نكتب أجمل الأفكار والأشعار والأمل المنشود في أن يصبح الابداع هو الذي يقود بلادنا إلي كل نهضة شاملة وعمار باق ما بقي الليل والنهار ولا عزاء للصغار والكبار في كل من يدعي أنه من الممكن أن تكون حياتنا رائعة جدا لأنه سوف يكتب عن القبح قصيدة في حضور الجمال البهي واضح كالنهار.ببن هذا الركام خضار.وسط الظلمة نجم يتلألأ.امل في كل طريق فالأمل آخر شيء يموت