مساحة إعلانية
زَيفُ المشاعرِ في الحياةِ مصيبةٌ
فالناسُ مَوتى والرؤى أحياءُ
والجِسمُ في وادٍ بعقلٍ تائهٍ
والقَلبُ في وادٍ بهِ الأهواءُ
سُرِقَت أحاسيسُ المحبةِ بيننا
لم يبقَ وِدٌ صادِقٌ ونقاءُ
عمَّ التجاهلُ والتنافرُ في الورى
ما عادَ فيهم للكهولِ حياءُ
حتى العجائِزُ في المعائِشِ جُوِّعَت
وتهرَّبَت من بِـرِّها الأبناءُ
ساوى الغنيُّ فقيرَهُ في بؤسِهِ
فالأغنياءُ حقيقةَ فُقَراءُ
أرحامُنا قُطِعَت وخُنَّا عَهـدَنَا
وَتَغَـرَّبوا في دِينِنِا الفُضَلاءُ
يا أيها العمرُ القصيرُ وحالُهُ
معنا كوادٍ أرضُه جَدباءُ
هَوِّن عليكَ وَخُذ خُطاكَ قصيرةً
وامشِ الهُوَينى كُلنا ضُعفاءُ
واعلم بأنكَ قد غَبَنتَ حَياتَنا
وَتَعكرَّت من جَدِّكَ الأجواءُ
اللهُ يرحمُنا فإنَّ صُـدورَنَا
لم يبقَ فيها شَهقَةٌ وذِماءُ
فمِنَ العجائِبِ في المَكاسِبِ إخوةٌ
أمَّا الغرائِم كُلنا أَعداءُ