مساحة إعلانية
رَسُولَ اللهِ يا مَولَى المَوَالي
ويا شَمسَ الحقيقةِ والكمالِ
ويا عرشَ المهيمنِ يا عليُّ
ويا ربَّ الشمائلِ والخِصالِ
ويا بحرَ الغرامِ ونبضَ قلبي
ويا ماءَ الشجونِ وكُلَّ غالِ
أهيمُ بعشقِكُم صحواً ونومي
سُهَاداً واشتياقٌاً في الليالي
فقد أفنيتَ قلبي في ضِياكُم
وغابَ العقلُ في وَهَجِ الجلالِ
فكيفَ المدحُ فيكَ وأنت نورٌ
تَجِلُّ عن المُشَبِّهِ والمثالِ
وربِّ العرشِ أنتَ لروحي روحٌ
ونارُ صبابتي فانظر لحالي
رسولَ اللهِ لي عَشَمٌ عليكم
فما لي غيركم في الناسِ والِ
فَهَلَّا في رياضِكَ صِرتُ عبداً
لِأَلعَقَ باللسانِ حَلا النِّعَالِ
وأمسي في أياديكِم أسيراً
وقيدي فيكَ وصلي واتصالي
وأقتلُ في سَبِيلكَ نَفسَ نَفسِي
لِأَصدُقَ في العُهُودِ معَ الرِّجالِ
وهل أسقيتني بالكأسِ خمراً
فلا أدري حراماً من حلالِ
وتُجذبُ فيكَ عند الشربِ روحي
لتهنأَ فيكَ أحوالي وبالي
فلا يبقى الصِّيامُ دليلَ صِدقي
ولا تضحى الصلاةُ لِيَ انشغالي
وَحَجُّ البيتِ لا أَلفَاهُ فرضي
ولا تبقى الزكاةُ طهورَ مالي
وأشهدُ خلقَ آدم بعدَ خلقي
وأعلمُ كـم بُزُوغاً للهلالِ
وأعرفُ في الصحيفةِ يومَ موتي
وَأحصي في الدُّجَى عددَ الرمالِ
ويفنى اللوحُ في أسرارِ علمي
وأكتبُ فيهِ ذراتَ الجبالِ
وأعطي منهُ توراتي لموسى
وَأُحيِ للمسيحِ على المَشالِ
وأغسلُ شافياً أيوبَ صبري
وأمنحُ يُوسُفِي بعضَ الجمالِ
وآمُرُ مُطلِقاً طوفانَ نُوحٍ
وأجعلُ يُونُسي صَعبَ المنالِ
وأسمعُ بثَّ يعقوبي وأشفي
رُؤَى عينيهِ من مَرَضٍ عضالِ
وإبراهيمُ يُوقِنُ بعدَ شَكٍ
وآتيهِ الرَّشَادَةَ في ضَلَالي
وتنظرُ برزخَ البحرينِ عيني
بلا عِلمِ المِرَاءِ أو الجِدالِ
فأعبُرُ منهُ في أنوارِ ربِّي
وأحيا بالفناءِ إلى الزَّوالِ
وتشهدُ عالمَ الهاهُوتِ روحي
فأعلو بالعُلوِّ على التعالي
وأشهدُ قابَ قَوسِينٍ فأسمو
على ظَنِّ الإِجَازةِ والمُحَالِ
فليسَ هناكَ كيفَ وأينَ فيهِ
ولا وصف اليمينِ من الشّمالِ
ولا حتَّى زمانٌ أو مكانٌ
ولا بينَ الحقيقةِ والخيالِ
ففي هذا المقامِ جِنانُ ربِّي
جحيمٌ للورى بِئسَ المئالِ
ونيرانُ الجحيمِ بهِ نعيمٌ
وأشهى الزَّادِ من طينِ الخَبَالِ
ففردوسُ الجِنانِ لمن تَرَقَّى
إلى المحبوبِ لا تأتي ببالِ
فَحَقِق لي أبا الزهراءِ سُؤلِي
وَعَظِّم فيكَ يا أَمَلِي نَوَالِي
فإنِّي العاشقُ الصَبُّ المُعَنَّى
يريدُ الخمرَ من كأسِ الوِصَالِ