مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

منبر

المبدعون

دموع على رصيف الذكريات .. قصة نجلاء فتحي

2024-04-26 11:41 PM - 
دموع على رصيف الذكريات .. قصة نجلاء فتحي
منبر

نظرتُ لحظه خلفي لأرى فيها القطار وهو يغادر الرصيف، ويأخذ معه ما تبقى من أحلام وفي لحظه توقف بي العمر لكي أرجع شريط الذكريات إلى الخلف؛ عند أول مرة أراكَ فيها هنا فوق كرسي المقهى الذي أمام محطه القطار، وكنت منهكًا إلى درجة الإغماء وأسرعتَ إليًّ وأمسكتَ بي قبل أن أقع على رصيف القطار، ورفعتني على الكرسي وعندما أفقتُ رأيتُ نظرة خوف في عينيكَ، لا أعلم هل خوف عليَّ أم خوف من شيء آخر، بعدها طلبتَ لي ليمون وجلستُ بجواري تسأل عن حالتي ولم أتملك نفسي وصارت الدموع تنهمر من عيني، وأنت تحاول وتهدئني، وبالفعل تمالكت نفسي وسألتني: لمَ البكاء؟  شعرتُ وكأني أعرفك منذ سنوات طويلة، وبالفعل تحدثتُ معك عن حالتي وعن زوج أمي، طردني من المنزل وأصبحت بلا عائل ولا مأوى رأيتُ الدموع في عينيكَ ترأف بي وبحالي. وقررت منذ هذا اليوم أن تساعدني في أن أجد عملًا ومكانًا للسكن.ومنذ هذا اليوم وأنت بجواري تحنو عليَّ، وتساعدني في كل شيء وأصبحتَ لي الأهل والسند ، إلى اليوم المشؤوم الذي علمتُ فيه أنك تهرب رغمًا عنك. ولكن بعد فوات الآوان، كان قلبي قد تعلق بك، فلا فرار منكَ. فهربتُ معك وأصبحتُ لك الأهل والوطن، وكان قلبي هو سكنك الوحيد التي تطمئن بداخلي عندما تهرب من بلدة إلى أخرى ومن مكان إلى آخر، وعندما تشتد بك المحن تلجأ إلى قلبي لكي تهدأ وتحتمي به، وأصبح الحال معك ترحالًا مستمرًا. وخوف وألم يملآن القلب والجسد ولم تكتفِ، بذلك ولكن في ليلة مظلمة؛ خرجتَ لتعلم هل أصحاب القطار اقتربوا منك أم لم يعلموا عنك شيئًا؟ 
وتركتَ لي مالًا كثيرًا خوفًا عليَّ من الزمن، وخرجتَ ولم تعد لي، وصرتُ أبحث عنك منذ هذه الليلة في كل مكان، أبحث عنك لا أعلم هل القطار أخذك مني؟ أم صرتُ عبئا ثقيلا عليك ، وكل يوم أسال دموعي وقلبي: هل سأراك مرة أخرى؟ أم كُتِب علينا الفراق إلى الأبد؟  واليوم وأنا هنا أمام محطه القطار أراك مرة أخرى بجانب حائطٍ؛ بثياب ممزقه وذقن مهملة، لا أعلم ماذا حدث لك وأوصلك إلى هذه الحالة، أسرعتُ إليك لكي أتحدث معك، وأعرف ماذا حدث لك؟، ولكن عندما اقتربتُ منك صرتَ تصرخ بشدة، وتبتعد عني والناس تلتف حولنا وتبعدني عنك لا أحد يعلم أني كنتُ أقرب الناس اليكَ.  وقفزت في القطار وهربت مني مره اخرى وعلمت اليوم ان حياتي معك بدأت  وانتهت هنا على رصيف القطار وبعد مغادره القطار التي لم اقدر على ان الحق به تركت المحطه والدموع تغرقني والذكريات تمزق ما تبقى من صفحات هذا الحب الذي ابتدأ وانتهى هنا  على رصيف القطار

مساحة إعلانية