مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

منبر

المبدعون

خلف الكواليس- قصة قصيرة

2023-08-04 07:32:59 - 
خلف الكواليس- قصة قصيرة
تقي جمال

تُقى جمال 
اتصال هاتفي جعلها تسرع إلى قِسم الشرطة وهي تأمل أن يكون كل شيء بخير، خابت توقعاتها وذهبت أدراج الرياح عندما أخبرها الشرطي بالعثور على جثة زوجها مُلقى بجوار سيارته على إحدى الطرق السريعة. وكأن كل شئ تحول للون الرمادي في نظرها، وما لبثت أن بكت بحرقة وهي تهز رأسها غير مصدقة ما حدث. ازداد بكاؤها وكأنها تبكي زوجها ونفسها معًا. عادت إلى البيت بعدما أدلت للشرطة بكل ما تعرفه من معلومات، وكان آخرها خروجه ليحجز تذكرتي السينما لهما. قامت لتفتح باب منزلها بعينين منتفختين، هذه أول مرة يزورها أحد منذ عدة أيام ، تطلعت إلي الواقف عند الباب، وحملقت فيه طويلًا:
ـــ هل من جديد؟
ـــ لقد حُفظت القضية لعدم كفاية الأدلة، اطمئني الآن فلن يعرف أحد إنكِ من يقف وارء هذا الأمر. 
ابتسمتْ بتشفٍ هذه المرَّة، ولمعت عيناها ببريق غريب:
  ـــ كم هو رائع أن تصبح تلك الثروة لي وحدي دون مشاركة، أليس كذلك؟
ـــ أجل كم هو جيد، وأنا لي حصتي.
نظرت له بغطرسة ونفور؛ فهذه هي المرة الثالثة التي يطالب فيها بزيادة ثمن كتمانه للأمر.
  ـــ لا، لقد أخذت ما اتفقنا عليه، ولن تحصل على أي مبلغ آخر. 
بعد عديد من النقاشات والتهديدات لم يصل معها لأي حل حتى أنها أخبرته أن يفعل ما بوسعه فهي لا تهاب شيئًا.
طرقات عنيفة على الباب أكدت لها أنه نفذ تهديده، خاصة بعدما رأت رجال الشرطة أمام الباب وأخبرها أحدهم أنه مطلوب القبض عليها.
ـــ اتركوني أنا لم أفعل شيئاً.
صرخت بتلك الكلمات وهم يسحبونها إلى زنزانتها الفردية إلى أن يتم تنفيذ القصاص عليها.  تدفق إلى رأسها سيل من ذكرياتها السعيدة معه وما وصل إليه حالها الآن، تشعر وكأن الأرض لم تعد كافية لحمل ما اقترفته من آثام، خسرت كل شئ في لحظة أعمتها عن كل ما هو جميل، جلست تبكي نفسها والندم يقطر من مقلتيها ثم تطلعت بعينين خاويتين إلي هذا الحارس الذي جاء ليأخذها إلى مثواها الأخير.

مساحة إعلانية