مساحة إعلانية
إيمان بدر تكتب:
خفايا زيارة وزير خارجية اليابان إلي القاهرة بعد أيام من دخول طوكيو علي الخط مع أمريكا وكوريا الجنوبية
الساموراي يتعاقد علي صورايخ جو - أرض ويعيد رسم خريطة علاقاته الدولية
❐ البحر الأحمر وقناة السويس بوابة دول المحيط الهادي والهندي إلي العالم الغربي
❐ استراتيجية النمور الآسيوية بدأت بالخليج ومنه إلي أفريقيا مروراً بمصر
في العدد السابق من جريدة منبر التحرير فتحنا ملف المخاوف من أشباح الحرب النووية التي تحوم حول أجواء العلاقات الدولية، علي خلفية تصاعد الأزمة بين الكوريتين وانضمام بيونج يانج إلي معسكر روسيا والصين في مواجهة تحالف سول مع واشنطن وطوكيو، وبغض النظر عن مدي قوة جميع هذه الدول عسكرياً واقتصادياً بل ونوويا، ولكن ظهور إسم اليابان يعد مؤشر لافت للنظر يحمل دلالات عودة المحارب الياباني القديم إلي ساحة القتال بعد عقود من الغياب والبعد أو بالأدق الإبعاد قسراً، بقوة القنبلة الذرية الشهيرة التي القتها الولايات المتحدة الأمريكية علي هيروشيما ونجازاكى.
ولأن المصالح في السياسة تتصالح لم يكن مستغرباً أن تكون طوكيو حاليا حليفة لواشنطن في مواجهة الصين، التي كانت في الحرب العالمية السابقة خصماً شرساً لليابان.
وعلي خلفية تجدد هذه الصراعات تعاقد الساموراي الياباني كما أشرنا في العدد السابق علي شراء ٥٠ صاروخ ( جو - أرض) من أمريكا، في مواجهة القوة النووية التي تمتلكها روسيا وتستطيع الصين نقلها إليها من خلال اتفاقية الهندسة العكسية، ناهيك عن إصرار رئيس كوريا الشمالية ( كيم) الملقب بأسد المجرة علي امتلاك قدرات نووية تفوق الجميع، وتحذيراته هو شخصيا من أن سواحل بلاده تحولت إلي ترسانة أسلحة فتاكة تنذر بتحول العالم إلي كتلة نارية ملتهبة تمهيدا لسيناريو يوم القيامة وانقراض الجنس البشري.
ولأن هؤلاء جميعاً يعلمون أنه لا قوة عسكرية بدون اقتصاد قوي وتحكم حقيقي في طرق التجارة العالمية وامتلاك لمصادر الطاقة أو علي الأقل تنسيق مع من يمتلكونها، سارعت اليابان ومن قبلها روسيا والصين إلي فتح قنوات للاستثمار والتعاون مع دول الخليج النفطية الثرية وكذلك مع القارة السمراء ذات الأرض البكر والموارد شديدة التنوع والثراء.
وفي إطار سعي الكبار نحو الأميرة السمراء أعادت اليابان رسم خريطة علاقتها الخارجية مع العالم، وزار رئيس حكومتها فوميو كيشدا القاهرة في ابريل الماضي كبداية لجولته الأفريقية التي بدأها بالقاهرة والتقي خلالها بالرئيس عبدالفتاح السيسي، وزار بعدها عدة دول أفريقية في إطار استراتيجية طوكيو لأن تحتل مكانة متميزة ضمن قائمة الدول المطلة علي المحيط الهادي والهندي وتعرف طريقها إلي العالم الغربي عبر البحر الأحمر وقناة السويس.
ومؤخراً تم استكمال هذه الاستراتيجية اليابانية بالاتجاه نحو القاهرة بزيارة وزير الخارجية الياباني إلي القاهرة ولقاءه بالرئيس السيسي قبيل ايام قليلة، وهي زيارة لا تهدف فقط إلي تعزيز العلاقات الثنائية وزيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين، ولا يمكن الاكتفاء بعبارة ( بحث القضايا ذات الاهتمام المشترك) عند التعليق عليها ولكنها في المقام الأول تعكس أهمية وخطورة دور مصر كقطب إقليمي يتمتع بموقع استراتيجي في قلب العالم، ونجحت قيادتها السياسية في إقامة شبكة من العلاقات المتوازنة والمتوازية مع جميع الأطراف من روسيا إلي أمريكا ومن الصين إلي اليابان بل ومن روسيا إلي أوكرانيا، كما نجحت في أن تكون مركزاً عالمياً لتصدير مصادر الطاقة بأنواعها، وتتجه بخطي واثقة وسريعة نحو عالم الرقمنة والمدن الذكية والذكاء الاصطناعي والطاقة النووية والشمسية بالإضافة إلي موقعها المتميز كدرة التاج بين الشرق والغرب وبين افريقيا وأوروبا وبين البحرين المتوسط والأحمر والمحيطين الهندي والاطلسي وفي مركز الحزام وطريق الحرير حال إعادة احياءه.