مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

منبر

الرأي الحر

حاجات في مذكرات.. "بتاع الحلل" -1-

2025-06-27 11:33 AM - 
حاجات في مذكرات.. "بتاع الحلل" -1-
اسحاق روحي
منبر

في بداية صدور جريدة منبر التحرير، كنت أقضي أوقاتًا كثيرة جدًا فيها، سواء هناك موظفين أو لا، فالمهم أني معي المفتاح والشاي والسجائر متوافرة، وطبعًا الورقة والقلم ووسائل الاتصال الأخرى.

من عادتي حين أكون في الجريدة، خاصة المقر القديم، أن أترك الباب مفتوحًا. في أحد الأيام ذهبت وفق الطقس الخاص بي بعد العصر، وملأت الترمس شايًا، وأفرغت الطفاية، وبدأت أكتب. فجاءني تليفون أرضي من زميلة كانت ستتزوج بعد عشرة أيام. تطرق الحديث عن زواجها والحلل وملايات السرير والقمصان وبدلة الرقص.

كنت أول مرة أعرف أن موضوع تجهيزات الفرح تغيرت، فأنا أذكر حين تزوجت لم يكن لدي فيديو أو دش أو ديب فريزر ولا ميكرويف. فوجئت أنه حتى لو بنت فقيرة لابد من كل ما سبق. وما أبهرني في التغير الاجتماعي أنه لازم 12 ملاية سرير وبدلتين رقص حتى لو العروسة جسمها "مفشول" ومعرفتها بالهز كمعرفتها باللغة الكورية أو رفيعة "مسلوعة يعني لا وش ولا قفا ووشها يقطع الخميرة من البيت" بس لازم بدلتين رقص... و12 كوفرته و6 بطانيات وحلل من كل الأنواع.

وأنا أتحدث عن تفاصيل الحلل، فوجئت بزوجتي على أم رأسي ونظرات الشرر تتطاير من عينيها. فأغلقت التليفون بشياكة وسرعة. وطبعًا أقامت الدنيا ولم تقعدها. وظللت أتحدث ساعتين أو ثلاثة أو يجوز أربعة أفهمها أن هذه التفاصيل وقود قصصي ورواياتي وكتاباتي. ولو كنت أفعل شيء خطأ، على الأقل كنت أغلقت الباب وتحدثت بصوت منخفض بدل صوتي الطبيعي اللي جايب آخر الشارع وخلاكي تسمعي الحلل من أول سلم العمارة. ولكن على مين، لا شيء ينفع، ومهما قلت ظل الموقف كما هو.

الغريب أنها تعرف مع من كنت أتحدث، واستحالة تغار منها لفرق السما من الأرض. وحتى الآن كلما اختلفنا تتذكر هذا الموقف وغيره، ودائمًا الكلمة السهلة: "روح يا بتاع الحلل". الحمد لله لم تسمع ما تحدثنا فيه عن القمصان، كانت التهمة ستكون بشعة.

مساحة إعلانية