مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
حين نقلت لمسكني الجديد ولم يكن يعجبني وقتها، ولكني كنتُ أهرب من إقامتي السابقة كما ابتعدتُ عن الكثير من الأشخاص والأشياء التي كانت تؤرقني، فطبيعة الإنسان السعي إلي الراحة وهدوء الروح ، انتقلتُ إلي سكني الجديد وبدأتُ أنظم بيتي وأنا أتمتم آيات الله في أركان البيت، وأتحسس كلَ شيء به وكأني أوصيها بنا، فرأيت في زوايا الحمام كتلة سوداء بدأتُ أقترب منها وأتحدث لنفسي، لقد أشرفتُ علي نظافته وحين اقتربت وجدتُها كتلة كبيرة من النمل، متي جاءت؟!!
بدأتُ أحارب الجمع لشدة خوفي منه، وتأكدتُ من خلو الحمام من نملة كبيرة هربتْ، مني إلي ثقبٍ بالباب وقد نسيتُها، وإذا بي أري النملة وعلي ظهرها شيء أبيض، وهي تمشي بكل ثقة وخطوات منتظمة، وضعتُ عيني عليها كي أتخلص منها وإذا بي أتفقدها بدقة وأتابعها وأشاهدها وهي تتسلل داخل الباب، دخلتْ أولًا ثم سحبتْ الشيء الأبيض.
لقد وجدتْ بيتًا جديدًا لها، وكانت تُأسس البيت وتُأمن نفسها من الطعام.
شردتُ في صنع الخالق، وتابعتُ النملة بين حينٍ وآخر.
وبعد فترة من الزمن شاهدتُها مع مجموعة صغيرة من النمل وهم يمشون بانتظام كأنهم في تدريب رياضي تقوده الأم.
فتركتها كي تكمل حياتها دون أذي، أرق مخلوق في الحياة له دورتة التي كُلِفَ بها، ودائم السعي ويتعايش مع بيئتة كما نحن البشر، نحن أيضا نسعي دائما إلي الراحة.
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
