مساحة إعلانية
إيمان بدر
جاءت تصريحات الرئيس الروسى فلاديمير بوتين خلال إجتماعه بوفد المبادرة الإفريقية، لتوجه سهام الاتهام إلى الولايات المتحدة الأمريكية واوروبا الغربية، متهمًا هذه الدول بتجويع الشعوب الفقيرة مثلما اتهمهم من قبل بتخريب الدول العربية والشرق اوسطية وتقسيمها واشعال الحروب والصراعات تحت مسمى الثورات، حين قال نصًا قبل سنوات " لقد حولتم الربيع العربى إلى شتاء عربى".
ومؤخرًا حاول القيصر الروسى أن ينفى عن بلاده تهمة التسبب فى وقف سلاسل توريد الحبوب من الاقماح والأعلاف إلى دول العالم الثالث بسبب الحرب التى اشعلها على أوكرانيا، وأشار خلال لقاءه بالقيادات الافارقة إلى أن الأزمة في أسواق الحبوب سببها أمريكا وأوروبا وليس روسيا، كاشفًا أنهم طبعوا ١٤ تريليون يورو ودولار واحتكروا الحبوب، وتسببوا فى حالة التضخم وموجات الغلاء التى إجتاحت العالم، واعترف بوتين أن الدول الأفريقية لن تتحمل أزمات الحرب الروسية الأوكرانية، لافتًا إلى أن موسكو تنازلت لتصدير الحبوب الأوكرانية لها، كما اضطرت للإعتراف بالمقاطعات التي تحررت عن أوكرانيا.
كلمات الرئيس الروسى أعادت للأذهان قصة تفجرت عام 2008، وعرفت إعلاميًا بأزمة الغذاء العالمى وقتما أشارت أصابع الاتهام إلى الولايات المتحدة الأمريكية وتم إتهام واشنطن بأنها تلقى بأطنان من محصول القمح فى مياة المحيط، وتترك شعوب الأفريقية تموت جوعاً لتحافظ على السعر العالمى للذهب الأصفر، وأيضًا لتحتفظ بالهيمنة الإقتصادية ومن ثم السياسية على العالم فى إطار نظام القطب الأوحد والقوى العظمى الواحدة.
وهو أمر ليس سرًا بل أعلنه الرئيس الأمريكى الراحل أيزينهاور وهو رجل ذو خلفية عسكرية حين أكد أن بلاده تتحكم فى خريطة زراعة القمح على مستوى العالم، ولنفس السبب تمت السيطرة على دولة مثل السودان وإغراقها فى الحروب الطائفية من مرحلة إلى أخرى لمنعها من التوسع فى زراعة القمح، لأنها لو تفرغت لذلك ستكون سلة القمح للمنطقة والعالم، فهل يأتى يوم تحاسب أمريكا ونظامها العالمى القاتل على ما فعلته من تخريب وقتل للأبرياء بسبب الجوع تارة والصراعات تارة أخرى، حلم لم يعد مستعبدًا لمن يتوقع قرب نهاية النظام العالمى الذى يتداعى حاليًا.