مساحة إعلانية
مواهب مصرية
رودينا عمرو فتحي -نادي أدب طهطا
- جدتي احكي لنا من فضلك عن أغرب موقف حدث لك وأنت في مثل عمرنا
- حسنا ولكن هل ستصدقونني ؟
- نعم بالطبع يا جدتي ، أحكي فقط وسنستمع ونستمتع .
وبدأت جدتي تحكي : انتهت عطلة نهاية العام الدراسي ، وبدأنا في عام جديد ، وكالعادة أذهب أنا وابي إلى المكتبة لشراء الأدوات المدرسية ، لكن هذه المرة قال لي أبي : أهبي بمفردك لأنني مريض، وأعطاني النقود ، فذهبت إلى أقرب مكتبة وهناك اشتريت كل لوازم المدرسة معادا كراية واحدة لم أجدها في المكتبة ، وأنا عائدة في طريقي للمنزل لفت نظري مكتبة ولم أرها من قبل ، فدخلتها وبمجرد دخولي شعرت بعدم ارتياح وضاق صدري فلتفت حولي ، كل شيء طبيعي جدا ، هي مجر مكتبة ، حاولت طرد ما يدور بداخلي ، فربما الإرهاق ما فعل بي ذلك .
فجأة وجدت شخصا أمامي وبادرني قائلا : هل تريدين شيئا معينا، قلت : نعم كراسة، قال : اتبعيني ، توقفنا أما قسم الكراسات ، انبهرت بأشكالها الجميلة والمختلفة عن كل ما رأيت من قبل ، نظر لي وهمس : لا تستعجبي من جمالها ، أنا أصنعها بنفسي ، ابتسمت له شاكرة وأنا اتصفح الكراسات وجدت كراسة غريبة عنهم جميعا ، أخذتها وناولته ثمنها ، وانصرفت ، عندما سألني أبي عن تأخري حكيت له ما حدث ، وذهبت إلى غرفتي فرحة ، وضعت أدواتي المدرسية على مكتبي ، وأمسكت بالكراسة أقلبها ووجدت مكتوبا عليها في أول ورقة بعض الكلمات بلغة غير مفهومة ، تعجبت قليلا ، ثم تجاهلت الموضوع .
في اليوم التالي وأنا أرتب مكتبي لم أجد الكراسة ، بحثت عنها في المنزل فوجدتها في غرفة أختي ، وقد كانت نائمة ، فظننت أنها تمزح معي ، أو أنها اعجبتها فأخذتها ، فأخذت الكراسة وعدت لغرفتي .
قال لي أبي: ما رأيكِ أن نذهب لنشتري الحقيبة والملابس
قلت له: حسنًا
فتركنا إخوتي في المنزل وذهبنا أنا وأبي وأمي عندما وصلت إلى المتجر سمعت أصواتًا غريبة ولكن تجاهلت هذه الأصوات وبدأت أختار في الملابس
قال لي أبي: هل اخترتِ الملابس التي تناسبكِ
قلت له: أجل يا أبي واخترت أيضًا الشنطة
قال لي: هيا لنحاسب عليهم ونعود إلى المنزل وعندما عُدنا وجدنا اختي فاقدة للوعي فذهبا بها إلى المستشفى، سألت أخي ماذا حدث قال لي: كنا نلعب وفجأة وجدتها وقعت فاقدةً للوعي ووجدت الكراسة التي اشتريتها كانت بجانبها والأوراق تتصفح لوحدها، أعتقد أن المروحة كانت موجهة عليها ولكن كان المشهد مرعبًا، وعندما دخلتم لم أجدها بجانبها
فذهبت لغرفتي باحثةً عنها فوجدتها على السرير وأنا قبل خروجي وضعتها داخل المكتب وكان مقفول عليها بقفل، فكيف أخذتها أختي؟
استغربت جدًا وشعرت بالقلق نحو هذه الكراسة
وبعد ساعات مر الموضوع هينًا وعادت أختي سالمة للبيت
في أول يوم لي في المدرسة عندما وضعت الكراسة حتى أكتب فيها أعجبت بها صديقاتي
وعدما عُدتُ إلى المنزل حكيت لهم تفاصيل أول يوم وذكرت انبهار أصدقائي بأدواتي المدرسية الجديدة وبالأخص جمال الكراسة ذات تصميم الغلاف المُذهل
اليوم الثاني لي في المدرسة كان أسوأ يومٍ في حياتي، وجدت أصدقائي يتحدثون عني بسوء ويقولون أنني قبيحة، فشعرت بالحزن ، أنهيت يومي الدراسي وأنا في الطريق إلى البيت وجدت بعض الأولاد يتنمرون عليّ ومن ثم بعدها جاءت صديقاتي وبدأن في الضحك معهم فذهبت للبيت وأنا حزينة ، فقلت لأبي ما حدث لي في المدرسة ، قال لي: لا تخافي سأذهب معكِ في اليوم التالي وأتحدث عن هذا الأمر مع المدير ، قلت له: حسنا ،ذهبت لغرفتي وكنت أبحث عن كراستي ولم أجدها فبحثت في المنزل كله ولم أجدها، سألت أبي عنها ، فقال لي: من الممكن أن تكوني نسيتيها في المدرسة، فخفت أن تنزع أوراقها إحدى زميلاتي وأنا أحبها كثيرًا وانتظرت اليوم التالي حتى أبحث عن كراستي في المدرسة ، فوجدتها ملقاه على الارض أمام باب المدرسة ولم يحدث لها أي شيء وأيضا في المدرسة لم أجد زملائي وأصدقائي الذين تنمروا على شكلي بالأمس، فشعرت بالاستعجاب وأكملت اليوم حتى ذهبت إلى المنزل وقال لي أبي: أنا لم أجد زملاءك الذين تنمروا عليكِ وعلمت أن هناك تلاميذ توفاهم الله في حادث وأعتقد أنهم هم ولا يعرفون ما هو سبب الحادث ،بكيت كثيرًا ولم أصدق ما حدث، جلس أبي جانبي يواسيني
قال لي: احكي لي كل ما يُحزنكِ ، فحكيت له العديد من الأشياء التي أحزنتني وقلت له عما حدث لي في المكتبة الجديدة التي لم أرها من قبل وأنني شعرت حينها بإحساس غريب وقلق شديد مازلت أشعر به حتى الآن وأن زملائي تنمروا عليّ أمام باب المدرسة وأنا وجدت الكراسة أمام باب المدرسة وأنا متأكدة أنه لم يسقط مني شيء حينها ، قال لي: من الممكن أن يكون ما حدث صدف ليس أكثر
فأخذت هاتفي وكتبت ما كان على الصفحة الاولى فى الكراسة وترجمته فوجدت معناها(لعنة الحياة تغوي صاحبها ثم تقتله ) ، ما هذه الكلمات؟ أهذه الكراسة يوجد بها سحر؟ أهي سبب موت زملائي؟ أمعقول أنها انتقمت لي؟
أتحقق كل ما أريده؟ لالا لن أفكر في هذا حتى لا تقتلني، فشعرت بالقلق أكثر ولم أقل شيئًا لأبي وبعد بضعة أيام وجدت الحياة اختلفت تماما، والداي اللذان كانا متفاهمين في كل شيء الآن في عراكٍ دائم ومشاكل لا تنتهي وإخوتي الذين يحبونني كرهوني فجأة، والمعلمة التي كانت تجعلني أجلس في أول مقعد في الفصل لأنني متفوقة جعلتني أجلس في آخر مقعد وأصدقائي كرهوني
قُلت بصراخ ماذا حدث لحياتى؟ أنا صغيرة لتحمل كل هذه التغيرات المُفاجئة
ذهبت إلى غرفتي وجلبت الكراسة ولم أعرف ماذا أفعل لكي أنهي اللعنة، فبحثت على الإنترنت عن أشياء مشابهة ولكن لم أجد، وما كان بي إلا أن أفكر في الحل التقليدي لكل شيء سيئ وهو أن أدمره لهذا جلبت الكراسة وبدأت في تقطيعها ورقة ورقة ورميتها من الشرفة، بعدها ذهبت إلى المرآة لأسرح شعري، فإذ بي أجد صورة إنعكاس الكراسة في المرآة، ففزعت ، الكراسة عادت؟ أيقنت الآن أنني أمام سحر وشر كبير سيهلكني إن لم أتخلص منه، وأخاف أن أخبر والدي فيصيبه ما أصابني ، نزلت إلى الشارع وتركت الكراسة في المكتب لأحضر بعض المتطلبات الخاصة بي وبالفعل جلبت ما أريد وجلبت بعضًا من الحلوى في كيس أسود، وفي طريقي للعودة وجدتُ طفلًا صغيرًا يبكي ويحاول والده تهدئته، حاولت أن أكون لطيفة وأعطيه حلوى، فأخرجت قطعة من الحلوة وأنا أعطيها للطفل فإذ به يلتقت مني الكراسة وليس الحلوى!! ما هذا، هل تحولت الحلوى لكراسة، ففزعت وجريت سريعًا للمنزل باكية، وأنا أجري تذكرت الطفل وعدتُ سريعًا لأنقذه من هذا السحر ولكن كان الأمر قد انقضى وذهب الطفل ووالده ، قُلت في خاطري يبدو أن الكراسة ستعيش قصة جديدة مع ضحية جديدة.
ما هذا الرعب يا جدتي!؟
وهل علمتِ أي شيء عن الكراسة؟
لا، وأتمنى أن يكون الطفل تجاوز هذا الشر