مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

منبر

المبدعون

الـحيـاة فـى تـوابـيـت الـذاكـرة قصيدة للشاعر الكبير عبد الستار سليم

2025-10-16 11:56:11 - 
الـحيـاة فـى تـوابـيـت الـذاكـرة قصيدة للشاعر الكبير عبد الستار سليم
الشاعر والباحث عبد الستار سليم
منبر

تجيئين ليلا 
على قهقهات الشموس الغريـبة
تجيئين ليلا  
تَـهُــِّزين هذا الفضاء 
فتعبر وجهى ابتسامات عشقك
ويُـبْـحر  بى  عَـبَـق 
من زهور الإياب المفاجئ 
وعَـبْـر الصقيع 
تجئ إلىَّ الرياح 
بكل أريج الطفولة
تـُـمالئ لـَـيْـلـِـى 
لتوقظ شهوته  من جديد 
تباركنى الشمس 
حين تجيئن ليلا 
وحين أراكِ  أرانِـىَ أعصِـرُ 
خمرا 
أعيشكِ فى لحظة العشق 
دهرا 
أجوس خلال المفاوز 
ألثم قاع المحيط 
أضُـُّم دِثار جناحات غَـيْـمك 
تحيط بـِـىَ المُـْزن 
من كل جانب 
يهدهدنى خَـَدر مطمئن من 
الأمسيات القديمة
فتنبت فى الصدر 
سَـبْـع سنابل خُـضْـر 
وتصبح أعمدة المعبد الأزلـىّ 
نخيل حنين على ضفتىّ 
فأنـْـضُـو الثياب 
عن الجسد المتهـِّرىء
ألبس طـَـيْـفك 
كَـيْـمـا أسافر عبر الفضاء إليك 
وأحمل ضِـغْـثـًـا من الزمن المستباح 
فأضرب ظهر المرارة 
- كما كان " أيـُّـوب " يفعل – 
أكـَـفـِّـر عَـمَّـا حنثـْـت قديما 
فذلك مُـغْـتسل بارد  وشراب 
وأغمض عينى 
أغوص 
وينتشر البحر  فِـىَّ  
يَـمُـدُّ عروقا بداخل جسمى الطويل ِ 
الزمن 

ويطعننى السيف حين أفيق 
ترفرف فى مقلتىَّ الدموع 
ويتـِّـسع الصمت  تحبو علىَّ الأماكن 
فأرجع منسحقاً 
اتخفـَّـى وراء الظلال المُـربية
أجَـْرجـر رجلـىَّ بين مناقير 
تلك الصخور 
أدَ حْـرج صوتى  
على دَ رَ ج من صراخ السياط  
التى لا تُـجامل 
تسيل دمائى فوق أهلـَّـة
كل المنابر 
وألتفُّ حول السهول 
وأسمع صوت اصطدام دمى بالرياح 
يخُـطـُّ  على الرمل  حُـلما 
كسيحا جريحا 
غريب الملامح 
فهذا زمان الجفاف 
وقـَـتـْـل العصافير  عند 
                                       المرافئ 
*
وها أنذا  صخرة 
يستريح عليها امتداد الجهات 
السحيقة 
لقد ضاع مِـنـِّـى الزمان 
فكيف تعودين – يوما – 
سنابل قمح  تُـغَـنِّـى ؟! 
وكيف تُـقامر فينا بذور 
التمنِّـى ؟
يشقُّ على النفس 
أن السؤال ثقيل الخُـطـَـى 
ففى زمن الركـْـض 
لا شئ يبقى بقاع العيون 
ولا شئ يثبت عند حدود 
الزمان المعاند 
وريحُـكِ – يا مَـنْ مَـلأت الفؤاد –
تجئ مُحمَّـلة بالسِّـلال الفوارغ 
من كل شيئ 
فتهرب من جنباتى الفصول 
اضطرارا 
وكل الليالى المجوس 
تـُـراقص ألسنة اللهب المستكين 
فينزف جُـرح الثوانى 
وأطعم نارك من عَـصْـف قلبى 
حين تحط على كَـتِـفـَـىَّ طيور الرياح 
ويخرج كل حصاد شِـباكـى مَـحارا 
              *
وحين أحاول لـَـثـْـم الشفق 
أراه تَـغَـضَّـن 
فأكتم أنفاس جُـرحى 
وأعجز عن نسج أجنحـه للنجوم 
الغوارب 
فأبكى على قـَـَدم الـَّربِّ 
عَـلَّ الصلاة 
تـُـراود تلك الدموع السخينة 
عن نفسها 
فيذوب الخجل 
وتطرح كل المتاجر سوء 
بضاعتها فى الطريق
 يذوب  الخجل 
فأمْـثـُـل بين يديك 
وقد طال مُـكـْـثـىَ بين لصوص 
صُـواع المَـلِـك 
فحين وقـفـْـتُ ببابك 
 ولم  أكُ 
أطلب مُـلـْـكـا 
ولكـنْ دُعـيـتُ 
فلـَـبَّـيْـت – فوق بُـراق اشتياقى – نداءك 
وعلـَّـقت روحِـىَ  بالصَّـْولجان 
بكـَـفـِّـك 
بالإخضرار 
فأنتِ الملكية
ومن وَ قـْـدة القلب 
صُـغـتُ لهيب جهنـّـم 
علـَّـكِ ترضين عنـِّـى 
ولكن عروش التفـُّرد 
تصنع باباً من الغانيات 
وتصنع فوق جبين المعابد 
تاجًـا  لـَوجْـهـيـْـن  ما استيقظا 
فألبـَـثُ فى السِّـجْـن 
بـِـضْـع سنين 
أمارس كل طقوس احتضار 
حروفى 
وينبت فى الحقل 
طعم الرماد 
ويهتف نـَـقـْـشُ المعابد :
" يا أيـَّـها المتسـِّول 
فى طـُـرقات المدينة
إذا انتحر الحرف 
فوق شـَـفـَـا حفرة من 
شتاء الرحيل 
فلا ضَـيـْـر 
لا ضَـيـْـر
حين تـُـشـَـجُّ الرءوس  
بحُـلم مُـباغِـت 

مساحة إعلانية