مساحة إعلانية
رنيم شكري
تلبدت سماء المكان معلنة عن بداية عاصفة عاتية، فمنذ أن لمحتْه والنار متقدة بداخلها، يكاد لهيبها يحرق ما حولها، عقدت عزمها ـــ حين يرفع رأسه وينظر إليها ـــ أن تلقنه درسًا لن ينساه أبدًا. افترقا منذ سنةٍ ونصف تقريبًا، ولازال الألم يعتصر قلبها، ومع جريان الزمن تحول ذلك الألم إلى غضب؛ كيف له أن يتركها وهي التي كانت في أمس الحاجة إليه ؟، كيف له أن ينساها بكل هذه السهولة وعدم المبالاة؟ تلاقت أعينهما، عجزت عن الكلام، أطالت النظر إليه وهو واقفٌ في مكانه لم يتحرك، بدأ غضبها يتلاشى شيئًا فشيئًا، لينتهي حزنها وهي تجتر ذلك الإحساس الذي غاب عنها طويلًا، سرحت فترة من الوقت لا تدري مقدارها، ثم دمعت عيناها وهي تتذكر مدى فداحة خطأها.