مساحة إعلانية
يظن البعض أن العدودة مجرد تربيعة من الترابيع ، فقد أهمل الكثير من الدارسين الروابط التي تجمع بين المقاطع التي تنتمي إلى فن الغناء الحزين . فأهملوا الترديدة التي هي المؤشر الذي يشير إلى قافية المقطوعة التي ستقال، فهي - أعني الترديدة -التي تغنيهاالمعددة القائدة منفردة قبل أن تندمج في المجموعة لتكمل المقطوعة . والعناصر الثابتة إضافة إلى دورها في تحديد انتماء المقطع إلى القصيدة ، ترشد جوقة العديد إلى ما سيقال . والعدودة في الحقيقة (قصائد) تتكون كل قصيدة من مجموعة من المقاطع ، يربط بين تلك المقاطع روابط أشرنا إليها في كتابنا (أشكال العديد ). فعلى سبيل المثال أقدم هنا قصيدة على لسان المريض بمرض عضال مخاطبا أمه . والعدودة على لسان الأم تقول :
وإطْلَعِي السَّلُومْ
يا أمِّي خُديني وإطْلَعِي السَّلُومْ
يِمْكِنْ تجِيِنيِ الْعَاْفَيْه وأقُومْ
وإطْلَعي السِّلِّمْ
يا أمي خديني وإطلعي السلم
يمكن تجيني العافيه وأسْلَمْ
وإطلعي السلاليم
يا امي خدين وإطلعي السَّلااِليمْ
يمكن تجي العافي وأرُدْ سَليِمْ
وإطلعي الطبقه
ياأمي خديني وإطلعي الطبقه
يمكن تجيني العافيه وأبقى
وإطلعي الغُرْفَهْ
يا أمي خديني وإطلعي الغرفه
يمكن تجيني العافية وأشْفَهْ
وإطلعي برَّا
يا أمي خديني وإطلعي برا
يمكن تجيني العافيه وأبرَا
لو تأملنا هذه القصيدة سنجد مجموعة من الروابط تشير إلى انتساب المقطع إلى هذه القصيدة لفظ ( إطلعي ) في الترديدة التي تفتح كل مقطع ، ثم ( يا أمي خديني وإطلعي ) في متن المقطع وأخيرا ( يمكن تجيني العافية ) . هذه الثوابت التي لا تتغير من مقطع إلى آخر هي ما يجمع المقاطع في قصيدة واحدة ..