مساحة إعلانية
في 21 أغسطس
المرجع: مجلة مسامرات الجيب، العدد 296، 11 مارس 1951
"يُحتَفل غدًا بذكرى مرور 40 يومًا على وفاة إحدى زعيمات النهضة النسائية في مصر ومجاهدة كريمة كانت في طليعة المجاهدات اللائي تقدمن الصفوف في الحركة الوطنية الأولى، تلك هي المغفور لها السيدة "لبيبة أحمد" رئيسة جمعية النهضة النسائية التي تفرّعت عنها جميع الأحزاب القائمة الآن. ومن عجيب أن وفاة هذه المجاهدة الخالدة لم تحرّك قلمًا واحدًا من أقلام الزعيمات المعاصرات أو من أقلام الكتاب الكثيرين الذين هيّأت لهم المجاهدة العظيمة سبل النجاح، فقرأ لهم الناس أول ما قرؤوا في مجلتها "النهضة النسائية".
تلقّت السيدة "لبيبة أحمد" علومها في المدرسة السنية وكانت ضمن الفوج الأول من خرّيجيها، وحينما انبثقت شرارة النهضة الوطنية قادت الحركة النسائية وأسمعت الشرق والغرب صوت المرأة المصرية وهي تطالب بحقوقها الاجتماعية والسياسية لأول مرة، ثم أرادت أن يصل هذا الصوت إلى أبعد مدى فأنشأت مجلة "النهضة النسائية" وظلّت تُصدِرها ثمانية عشرَ عامًا، كانت المجلة في خلالها أنموذجا كاملاً للمجلة النسائية التي تستهدف خير المرأة المصرية ورفع مستواها أدبيًا واجتماعيًا وثقافيًا وسياسيًا، وكانت صفحاتها ميدانا اعتركت فيه أقلام فتية كان لها شأنُها فيما بعد، نَذكر من أصحابها على سبيل المثال الأساتذة "عباس العقاد"، و"إيميل زيدان" و"كامل البنا"، و"لُطفي جمعة"، و"صادق عنبر"، و"الرافعي"، وغيرهم.
وفي سنة 1920 أنشأت بحي السيدة زينب مدرسةً ومشغلاً للفتيات الفقيرات، وجعلت من نفسها مُشرفةً مباشرة على شؤون هؤلاء الصغيرات وتولّت الإنفاق على تربيتهن وتعليمهن من مالها الخاص، ولم تشغلها دنياها عن شؤون دينها فكانت تحج إلى بيت الله الحرام في كل عام مرة، وكانت أحيانًا تقضي العام كله في الأراضي المقدسة، وقد ظلت شعلة متأججة من النشاط والإقدام حتى آخر أيام حياتها الحافلة التي ختمتها ببناء مسجد من مالها الخاص أَلحَقَت به صومعة لإقامتها" ... الله يرحمها