مساحة إعلانية
" السيـف أصــدق أنبــاءً من الكتـــب ... فى حـده الحـد بين الجـد واللعب "
صدَّعتَ رأســكَ يا مسكيـنُ بالخطــب...... بـ (السيف أصدق أنباء من الكتب)
والسيف فى عصرنا غَشُّوه يا نَضَرى ...... فأصبـح اليـوم تمثـالاً من الخشــب
تـراه إن جاءنــا ضيـفٌ يشرفنــــــا..... يمشى به العسكـرى فى غـاية الأدب !
الإِسكُودُ والسامُ خلُّوا السيف مَسْخَرَةً . (شابت نواصى الليالى وهى لم تشب)
يلهو بها العَرَبُ الأمجـاد إن فَخَـرُوا ..... يومـاً بتاريخهــم فى سـالف الحقـــب
هل الصواريخُ للأعراب قد خُلِقَتْ ؟..... ( ما دار فى فَلَكٍ منهـا وفى قُطُــبِ )
قل للخـواجـاتِ إخـصٌ أنتـُمُ ســـببٌ ..... لكـل ما حـاق بالأعــرابِ من كـُـرَب
علمتمُ العربىَّ الرقصَ من طـــربٍ ...... مع الحـريمِ وغَمْـزَ السـاقِ بالـرُّكَــبِ
وكان بالأمــسِ جَمَّــالاً ولِحْيَتُـــــــه .... يلـوذُ من ريحهـا البرغـوثُ بالهـربِ
وكان مطعمُه تمــرًا ومشـــربُه ..... حليبَ مِعْزَتهِ المخضوضَ فى القِرَبِ
وكان يَسْطِلْه سَطْـلٌ يُدَمْدِمْــــــه...... من بُوظةِ القمحِ لا من خمـرة العنب
كالكلبِ إن جاعَ ينبحْ ما يشاهدُه ..... وإن تُشبَّـعْه يَعُضُضْ دونمــا ســــببِ
حتى إذا شاء ربُّ الناس فَاجَأهمْ...... من باطن الأرض رزقٌ غيرُ مكتسبِ
فجـاءه العـمُّ ســامٌ مـاددًا يَـــــدَه ..... يقـول للبغْلِ يا سـِيدى ويا ابنَ أبى :
أنتَ الـذى نـوَّر الدنيــا بطلعتــهِ ..... أنت الجـديرُ بكل الفخـر والحســــبِ
( وبين أيامك اللاتى نُصرتَ بها ..... وبين أيـام بــدرٍ أقــــربُ النســــب )
وصـدَّق البـدوىُّ الـــــزورَ معتـقـــــــداً .... أن الخــواجةَ لا يدنــو من الكــــذبِ
فكتَّفـــوه وحطـــوا فـــوق عِمَّتــــــــــه ..... قُفْـلاً وقالــوا لــه : لبيـــك يا شلبـى !
سُمـُوُّك الآمــرُ النـاهى ونحـنُ هنـــــــا ... فى خدمة النفـط والألقـاب والعِـزَبِ
نحدِّد النسلَ ، نَحْمِى العِرْضَ إن عبثتْ.... به العـداةُ ، نُعيـد المجــدَ للعـــــربِ
ونحرسُ التاجَ ،نسقى الحرثَ، نَمْحَقُ ما .... يُكدِّر الصفوَ من فَوْضَى ومن شَغَبِ
نُعمِّــرُ الطاســـةَ الكُبــرى لسيِّـدنـــــــــا..... ليحفـظَ الديـن والدنيـــا من العَطــبِ
لبيك لبيك يا بِرْمِيلُ نحن هنا ..... فى خدمة النفط رهـنَ الأمـر والطلـب
قد سـاد آبـاؤك الجِدْعَـانُ عصرَهــم .... بالسيـفِ والرمـح والأشعـار والخطـب
ونحـن جِبْنَـا لكــم طيـارةً معهـــــــا ..... سـوَّاقُهــا ، وصواريخــاً من اللهـــــبِ
وفيـديوهـاتٍ ، وتلفــازاً تُحــــــركه..... وأنت منفشــخٌ مـن غيــر مـــا تعــــبِ
أمـا الحــريـمُ فأصنـافٌ محمَّـــــرةٌ...... ألــذُّ فى طعمهــا من مصــةِ القصـــب
وقـد بنيْنـا إذاعــاتٍ تُشيــد بمــــــا..... حققتـمـــوه مـن الأمجــــاد والغلــــــب
وجامعـاتٍ ، وأحــزاباً مُعـــارضةً ..... مع الصحـافــة والنِّســوان والطــــرب
ودارِ فتوى تُجيب الناس إنْ سألوا :.... عن حكمِ من يشرب البِيبسى من العُلَبِ
ونحن جِبْنَا .. وجِبْنَا .. نام سيدنا...... على أحـاديثهــم .. كالمـومسِ الجُنُـبِ
فجاء فى نومهِ شخص يقول له : ...... أنا الفـرزدق يا أُضحـوكةَ العــــربِ
أنا جرير ، أنا عمـرو ، معاويـة ..... هشـام ، خـالد .. يا سيـفاً من الحطبِ
جـرستـنا فى بــلاد الله يا جَمَــلاً ..... قــد حملـــوه نيـاشيــناً مـن اللعــــــبِ
فقـال يا قـوم خلـوا عنـدكم نظـراً .... إن العتاب ما هوشِ بالسب والصخب
قـد كـان للسيـفِ فى أيامكم شرفٌ ..... وكـان أصـدق أنبــــاءً مـن الكــــــتبِ
إن السياسة فن العصر وهى - كما.... قد قيل لى- : الخوض بين الجد واللعبِ
فصرت أشجب أو أحتج إن سلبوا..... أرضى وأستنكر العـدوان فى غضـبِ
وقد أصعد رد الفعل إن عبثوا ..... بصــدر أُمـى وإن بالــوا بقبــــــر أبى
فمجلس الأمن واسم الله حارسه .... عنـد اللــزوم يحـــوش البــغى بالأدب
وغطَّ فى النومِ .. لم يشعر به أحد .... من نصف قرنٍ.. فصحِّ النوْم يا شلبى
مصطفى رجب / 1978