مساحة إعلانية
الشاعر الذي أحدثكم عنه اليوم شاعر فذ ، ومبدع متميز ، وهو المرحوم الشاعر علي الجندي ، كان والده رحمه الله من سادة قرية شندويل بمركز المراغة بمحافظة سوهاج ، وكان جده رحمه الله أحد رجال الثورة العرابية وقد فصل من الخدمة مع أحمد عرابي ، وبيته مازال موجودا ، وقد أطلق اسمه على المدرسة الثانوية العامة بتلك القرية . وقد ولد شاعرنا عام 1898 وتوفي في الثالث من يونية 1973. حفظ القرآن في صباه في قريته ، ثم انتقل لمدينة سوهاج فحصل على كفاءة المعلمين الأولية ، ثم سافر للقاهرة فحصل الثانوية ثم على ليسانس دار العلوم عام 1921
عمل في بداية حياته معلما في مدارس التربية والتعليم الابتدائية والثانوية ، ثم انتقل مدرسًا بكلية دار العلوم وترقى في مناصبها أستاذًا مساعدًا فأستاذًا، فوكيلاً للكلية فعميدًا لها، حتى أحيل إلى المعاش في سنة 1958.
وقد اختير عضوا بمجمع اللغة العربية عام 1969 وظل به إلى حين توفي.
تزوج رحمه الله من ابنة خالته ، وأنجب منها أربعة ذكور وأربع إناث ..
ومن الطريف ان الأسرة لم تأخذ لقبها (الجندي) من الفاطميين – الذين ينتسب إليهم الشاعر-او من قبيلة كندة الذين تربطهم بها وشيجة قربى وكان الشاعر كثير الفخر بهم في ديوانه ، بل أخذته من نسائها المنحدرات من تركيا واللائي دخلن مصر مع الفتح العثماني !!...
من دواوينه : أغاريد السحَر ، ألحان الأصيل ، ترانيم الليل وبعد وفاته نشر ابنه المرحوم محمد عزت الجندي ديوانه الرابع : في ظلال القمر.
له ( 30) ثلاثون كتابا شديدة الأهمية ، فكلها أبكار وليست كغيرها من الكتب المنقولة المكررة . يقول من قصيدته ( المدينة الخالدة) مخاطبا بورسعيد بعد انتصارها عام 1956:
لجبينك السامي الأشم الغارُ .......... ولخصمك الباغي الأثيم : العار
يا زهرة المدن الحرائر ، لم يخن ......... عهدَ الوفاء حُماتُكِ الأحرار
عطفوا عليك نحورهم وصدورهم ........... فكأنها من دونك الأسوار
ليت شباب باحثينا – الصبورين الجادين المحترمين وليس " المتفسبكين " - يعيدون دراسة هذا الرجل العظيم .