مساحة إعلانية
*إلى " نسيم " ….
لحظة فتحت شاشة هاتفي , أطل وجه " نسيم " هي ملامحه التي تبوح بطيبة قلبه , نور صورته أكاده يحدثني عن حكايات هي لنا , ايقاع حكايتنا ترنيمتها تسكن روحي وقلبي , يصلني صوته , يسألني "
_ هل فرح قلبك لحظة وصول صور بيت جمعنا , بيت تركت فيه ذكريات طفولتك وصباك خالتي الحبيبة ؟.... هل رأيت حجرة نومك التي تجاور حجرة نوم جدي في الطابق العلوي , استطعت تصوير مكتبتك , كتبك لا زالت تسكن الرفوف , هي كما تركتيها منذ سنوات بعيدة , وقفت في شرفة حجرتك والتقطت من نافذتها الزجاجية صورة لبيت جيراننا , أكادك تقفي الى جواري , ننظر معا لبيت جيراننا آل " بسيسو " لا زالت أشجار زيتونهم تعانق سور بيتنا , هل وصلت إليك صورة بيت الطيور في بيتهم وأخشابه المتشابكة وفتحاتها تدخل منها خيوط الشمس ؟ , هنا أقف يا خالتي حيث حجرة نومك وشرفتها الزجاجية , أنت هنا , ستظلي هنا حيث نحن وحيث بيت أزهرت حوائطه في قلوبنا , هل وصلت إليك صورة حجرة الاستقبال والبهو الكبير وساعة الحائط التي ثبتت على قواطعها الحديدية ؟ , لا أنسى من صنعها وأقامها على جدار واطىء وثبت عليها نجمات فضية , هو الخال " كاظم " صوت عقرب الساعة يصل إليك من ترنيمة شجن تك تك ....
خالتي افتحي هاتفك , أرسلت لك صورة ممر بيتنا الطويل , وكيف تعانق أشجار البرتقال داليات العنب وحبات الزيتون , ممر بيتنا الطويل وقع خطواتنا يصلني شدوه من لحن عودتكم من جديد ...
* * *
عادت ملامح " نسيم " تنطق من روح الألم , عدت أقرأ ما تبقى من وجع الحكاية : " تم فقدان الاتصال مع نسيم , يحمل هوية رقم --- يبلغ من العمر ---- هو من مواليد " غزة " يسكن قرب مستشفى المعمدان , تم فقد الاتصال به يوم 15\12\2023 ، إلى الآن لا اتصال , لم يصلنا شيء عن نسيم , رجاء التواصل ان ظهر جديد .. " ذهب " نسيم " لم يعد و لم يتبق منه إلا صور , رسائله الصوتية , يناديني " بشور " وأنا هنا أتابع نشرات الأخبار , تظهر أمامي أجساد متهالكة , مكبلة الأيدي , معصوبي الأعين , ذابت ملامهم , هل أراك بينهم يا نسيم ؟!... أين ابحث عنك ؟.... هل أنت هناك تحت الردم , أم أنك صرت كما طائر الفينيق يسكن سماء الوقت , أين أجدك يا نسيم لتعيد لي حوائط بيتنا وصورة جدك على جدار لا زال هناك , حجرتي , كتبي , مكتبتي , أين أجدك يا نسيم ؟!!!!.....
في 1=2-2024م